تنبيهات (الكامل في فضل القرآن وقراءاته ونعوته ـ 9)

وكرّهوا لقارئ نسيانَه *** إن كان ذا سببه هجرانَه
وذاك وجه الجمع بين ما روي *** في ذا وضده بإسنادٍ قوي
ويستحبُّ كتبه بالأسودِ *** وكرّهوا كتبته بالمسجدِ
وجوزوا الإعراب فيه والنّقطْ *** لأنّه أبعد عن لفظ الغَلَطْ
وكرّهوا تَعشيره بالذّهبِ *** على الشهير بين أهل المذهبِ
وقد أتى بالرمز والإشاره *** كما رواه ابن أخي زراره
فيما إذا أتى العتاب قولا *** في ظاهر نحو لئن ولولا
كالرمز في قول فتى فزاره *** إيّاك أعني واسمعمي ياجاره
وضرب بعضه ببعض كفرُ *** كما رواه ابن سويد نضرُ
وكرّهوا قراءةً لغافلِ *** وفاسقٍ وعاملٍ بالباطلِ
وكرّهوا التعطيل للمصاحفِ *** بلا تلاوة لشخصٍ عارفِ
وحرّموا قراءة بالهذرمه *** من دون تبيين حروف الكلمه
وأوجبوا إعرابه معيّنا *** وهُوَ مروي الكليني حسنا
ولو قرا باللحن في الصلاةِ**أفسدها بلا خلاف ياتي
إذا يكون ممكن التعلّمِ *** ووقته متّسع فليفهمِ
وغيره يقرا بما يعرفُهُ *** وليتعلّم الذي نعرفُهُ
تسويةٍ لعالمٍ وجاهلِ *** ولاحنٍ للفرض والنوافلِ
ومثل ذاك القول في التشديدِ *** وكل ما بيّن في التجويدِ
كالمَدّ والإظهار والإدغامِ *** والقلب والإخفاء بالإبهام
والقصر والترقيق والتفخيمِ *** وغنة تحصل في الخيشومِ
وأكّدوا الأداء بالتدبّرِ *** وكان موسى وَهُوَ ابن جعفرِ
عليهما من ربّنا السلامُ *** ما عاقب اللياليَ الأيامُ
من حزنه إذا قرا القرآنا *** كأنه مخاطبُ إنسانا
وكان زين العابدين يصعقُ *** سامعه ونفسه قد تزهقُ
لأنّه يقرأ بالخشوعِ *** وبالخضوع مسبل الدموعِ
واستحسنوا الترتيل بالصوت الحسنْ *** وبالحزين أي بما يبدي الحزنْ
توسطاً وليس بالرفيع *** مرجعاً باللين والدموعِ
وبلحون العرب أي طباعِها *** وخالف الفسّاق في إبداعِها
يتبع…