امتياز المرأة عن الرجل عقلياً

img

يُقال أحياناً: إن جانب عقل الرجل هو أكثر من عقل المرأة، والتجارب الماضية والحالية مؤيدة لهذه المسألة، وقد ورد في الإسلام أن العقل هو معيار الكمال الإنساني، أي أن كل شخص أعقل هو أقرب إلى الكمال الإنساني وأكثر قرباً من المقام الإلهي، وهذا المعنى قد تقع فيه مغالطة وهي: الاستدلال بهذا الكلام على أن الرجال أقرب إلى الله من النساء؛ لأن معيار الاختلاف والكمال الإنساني هو العقل، والعقل عند الرجل هو أكثر من المرأة. وهذه مغالطة تقع إثر اشتراك اللفظ؛ لأن العقل يطلق على معاني متنوعة لذا يجب أن يتضح:

أولاً: أي عقل تختلف فيه المرأة والرجل عن بعضهما.

ثانياً: أي عقل هو معيار الكمال الإنساني والقرب الإلهي.

فالعقل الذي يختلف فيه الرجل والمرأة هو غير العقل الذي هو سبب التقرب إلى الله تعالى.

فالعقل الذي يختلف فيه بين الرجل والمرأة ويتفوق فيه الرجل على المرأة هي العقول الاجتماعية، أي كيفية الإدارة في المسائل السياسية والاقتصادية والعلمية والتجريبية والرياضية، وعلى فرض أنه ثبت أن عقل الرجل هو أكثر من عقل المرأة في هذا النوع من العلوم والمسائل التنفيذية، فهل إن هذا العقل هو سبب التقرب إلى الله أم إن العقل الذي (عبد به الرحمن واكتسب به الجنان) هو سبب التقرب؟ إذن فالعقل المقرب إلى الله هو العقل الذي يمنع الميول والغرائز ـ أي يوازن بينها ـ ويعقل ركبة الجهل والشهوة المحرمة. وإذا أراد شخص أن يدعي أن عقل الرجل في ذلك الجانب الذي (يعبد به الرحمن ويكتسب به الجنان) هو أقوى من المرأة فليس بمقدوره إثباته أبداً؛ لأنه لا التجربة تدل على ذلك ولا البرهان يؤيده، كما أن المرأة إن لم تكن بمستوى الرجل من حيث المسائل الفكرية فهي من حيث المسائل القلبية إما بمستوى الرجل أو أقوى منه، أي أن الموعظة تؤثر في النساء أكثر من الرجال؛ لأن طريق الجذب والانعطاف والقبول هو عند المرأة أقوى منه عند الرجل. والطريق إلى الجنة ليس الفكر والبرهان فقط، بل هناك القلب والموعظة أيضاً. أما بالنسبة للزيادة العقلية المذكورة عند الرجل (فهي فضيلة زائدة وليست معيار فضل) كما ذكر العلامة الطباطبائي رحمه الله.

الكاتب أم الفضل

أم الفضل

مواضيع متعلقة