أسباب انتصار المسلمين في واقعة بدر
حسين آل إسماعيل
هناك ثلاثة أسباب لانتصار المسلمين في بدر وهي ما يلي:
السبب الأول/ التسديد الإلهي: ومن هذه الألطاف الإلهية والتسديدات الربانية ما يلي:
أ) الإمداد بالملائكة: قال الله تعالى في سورة الأنفال آية ٩ ـ ١٠: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ﴾.
ب) إلقاء الرعب في قلوب المشركين: قال الله تعالى في سورة الأنفال آية ١٢: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾.
ج) تقليل المشركين في أعين المؤمنين: قال الله تعالى في سورة آية: ﴿وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً﴾.
د) النعاس والمطر: قال الله تعالى في سورة آية: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾.
السبب الثاني/ الإخلاص والصدق: كان أصحاب الرسول| مخلصين متفانين في الحق ولهذا انتصروا يقول أمير المؤمنين×: «ولقد كنا مع رسول الله| نقاتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعنامنا ما يزيدنا ذلك إلا إيماناً وتسليماً وجدّاً في جهاد العدو، فلما رأى الله صدقنا أنزب بعدونا الكبت، وأنزل علينا النصر حتى استقر الإسلام».
السبب الثالث/ التخطيط والتدبير: فالإعداد الواعي والتخطيط الجيد ومعرفة نقاط ضعف العدو، وفي بدر أدار النبي| المعركة بحكمة عالية وتخطيط مناسب، فمن التدبيرات التي اتخذها النبي|:
١/ استشارة أصحابه ليشعرهم بأهمية رأيهم.
٢/ توصية أصحابه إذ قال: «غضوا أبصاركم ولا تبدؤوهم بالقتال ولا يتكلمن أحد».
٣/ أخرج للمبارزة ثلاثة من أهل بيته، وهم حمزة وعلي وعبيدة، ليبرهن أنه صاحب رسالة إلهية، وليس صاحب مشروع شخصي، ولذا يبدأ بأهل بيته ولا يستغل الناس للوصول إلى أهداف شخصية.