الإمام الرضا: شهيدٌ بين غُربَتَين
وَقَفتُ
أريقُ الوَجدَ مِن مَحجَرِ الحَرفِ
وأندِبُ .. وا حُزني عليكَ وَوالهْفي
أمُدُّ إلَيكَ الطَرفَ
شَوقًا ولَوعةً
فَيرتَدُّ مُحمَرًّا بِواعيةٍ .. طَرفي
أُسافِرُ
خلفَ الغَيبِ تِلقاءَ ” مَشهدٍ ”
لِأَحضِنَ قَبرًا صِيغَ من مَعدِنِ اللُطفِ
وأغسِلُ أنفاسي
بِأنوارِ قُبّةٍ
تلالتْ على قُدسٍ .. تَعالَى عنِ الوَصفِ
وأخشَعُ في مِحرابِ عَلياكَ ..
مُطرِقًا
وأبسُطُ .. يا بابَ النَدَى والهُدَى كَفّي
أُمَرِّغُ في الزُّوّارِ رُوحًا
شَجِيّةً
تُناجِيكَ يا مَولايَ في مُحكَمِ الصُحْفِ
وأنعاكَ
مَسمُومًا على غُربةِ المَدَى
يُجَرِّعُكَ المَأمونُ كَأسًا منَ الحَتفِ
غريبًا عنِ الأوطانِ
يا ثامنَ السَنا
تُكابِدُ منْ طاغٍ خُطُوبًا .. ومن جِلفِ
فَدَيتُكَ ..
كم قاسَيتَ هَضْمًا وكُربَةً
ودُونَ قَبولِ “العهدِ” .. تُرهَبُ بالسَيفِ
وتقضي
بِرغمِ المَجْدِ .. يا سيّدَ الملَا
تُقَلّبُكَ الأوجاعُ .. مُلتَهِبَ الجَوفِ
وها أنتَ
تَستَدعي “جوَادًا ” مُرَوَّعًا
تَقاذَفُهُ الأحزانُ من شِدّةِ العَصفِ
وَصِيٌّ ” ثُمانيٌّ ”
كما الورْدُ والنَدَى
لقدْ سامَهُ الأوغادُ خَسفًا .. بما يكفي
“عليٌّ ”
وما أسماكَ .. وَصفًا وكُنيَةً
وهلْ بعدَ وصفِ ” المصطفَى” الطُهرِ من وصفِ ؟
و ” عالِمُ أهلِ البَيتِ ”
قَلبًا وقالَبًا
تَنزَّهْتَ عن زَيغٍ مَقِيتٍ .. وعن زَيفِ
ويا كَعبةَ الألبابِ
من كلَّ بُقعةٍ
تَشُعُّ مَنارًا من ضِياءٍ ومن عَطفِ
فَديتُكَ
من ناءٍ غَريبٍ .. ولم تَزلْ
تَؤُمُّكَ رغمَ البُعدِ .. ألْوِيَةُ اللهْفِ !
ويا “ضامِنَ الجَنّاتِ”
مَثواكَ جَنّةٌ
تَلَذُّ لِمنْ وافاكَ .. دانِيَةَ القَطْفِ
وأنتَ ابنُ مُوسَى
وهو بابٌ وقِبلةٌ
فمن أَمَّ مُحتاجًا بِجُودِكَ يَستَكفِي
وها نَحنُ مَحرُومُونَ
يا غاااايَةَ المُنَى
على بابِكَ الأرواحُ .. خاشِعةُ الطَرفِ
فآمالُنا شَتَّى
ومَغناكَ واحِدٌ
ومِلْءُ الجَوَى شَوقٌ عَتِيٌّ بما يكَفي
وحَسْبُكَ منْ وَجدٍ
حنينٌ لِكربلا
وقدَْ أقبلتْ كالسَيلِ .. ألويَةُ الزَحفِ
حسين بن ملّا حسن آل جامع
17/2/1442هجريه