الباب الأوّل: في فضل القرآن (الكامل في فضل القرآن وقراءاته ونعوته ـ 6)
وقد روى المحقق الکليني *** أکرم به من ناقلٍ أمين
لو اکتفى ببعض آي المصحفِ *** شخص من الشرق إلى الغرب کُفي
وفضل حامليه ممّا اشتهرا *** مصححاً وللعقول بَهَرا
يقال للقارئ کلما عَرَجْ *** في الجنّة اقرأ منه وارقَ للدّرجْ
يؤمر بالتخفيف في العذابِ *** عن والديه دونما ارتياب
ولو يکونان من الکفّارِ *** فيا له فضلاً لذاک القاري
ووالداه يکسيان الحُللا *** فکيف بالنجل الّذي له تلا
فإنّه في الناس أهل اللهِ *** وإنّ ربّنا به يباهي
وإنّه مع الکرام البرره *** الحافظين الکاتبين السفره
وصارکالأترجّ في حاليه *** لوناً وطعماً فاعنِ بالتشبيه
وغير هذا في کتاب العسکري *** فضائل عظيمة لم تنکرِ
وفضل سامعيه أيضاً يروى *** فعنهُمُ يدفع کلّ بلوى
وقد أتى في هذه الروايه *** أنّ سماعهُ ولو لآيه
وهوعلى ورودها مصدّقْ *** عن النبي الصادق المصدّقْ
في کلّ ما يقوله جميعا *** لقوله متبعاً مطيعا
أعظم أجراً من ثبير ذهبا *** صدقةً فمن غدا مکذبا
وبيت من يکون من قرّائه *** کالکوکب الدرّي في سمائه
ويکثر الخير به وأهلُهُ *** يوسّع الحال عليهم فضلهُ
وکلّ من قد اُوتي القرآنا *** فظنّ خيراً منه أيّاً کانا
کان معظّماً لما قد حُقرا *** وعکسه أعظم بأجر من قرا
وکلّ من عن القران عدلا *** صار إلى النار فبئست بَدَلا
ومن قرا القرآن فهو ذو غنى *** لا فقر بعده وقد نال المنىٰ
ورجّحوا الإقراء في الجماعه *** معْ أعلمٍ لوفرضوا اجتماعه
وکلّ من عُلّمَ بالمشقّه *** ضوعف أجره وزيد حقّه
وينبغي للمؤمن الموالي *** ألّاٰ يموت وهو غيرتالي
أو لا يُرى مشتغلاً بالعلم *** کما رووه عن عليّ القميّ
لذاک قد هام به الإيقاظُ *** شوقاً وقد جوده الحفّاظُ
وسار يتلوه الرواة الحمله *** وصار يقربُ الثّقات الکمله