شعراء القطيف (المرهون)
{91} السيّد عدنان العوامي
المولود ( 3 / 5 / 1354 )
هو الأديب السيّد عدنان ابن السيد محمد ابن السيّد محفوظ العوّامي التوبي القطيفي. أحد الشباب النابغين في الأدب، ونباهة الفكر، وحصافة الرأي، والتفكير الحرّ. له ديوان كبير يشتمل على كثير من الفنون الشعرية، نقتطف منه ممّا يخصّ أهل البيت عليهم السلام قصيدته الغديرية في مدح مولانا أمير المؤمنين عليه السلام تحت عنوان:
يوم الغدير
يوم الغدير على المدى متألقُ *** وشذاه من أرج المسرّة يعبقُ
فيه الحياة بدت تلالأ بهجة *** أنِس الحجيج لها فكاد يصفّقُ
وتبسّمت آفاقها مزهوّة *** وأظلّ أهليها الصفاء المشرقُ
وزهت بمنتظم البهاء وأزهرت *** حتّى غدت لجمالها تتعشّقُ
وغدا يضوّئها جلال أشعّة *** علوية بسنا الهدى تتألّقُ
ولقد تبدّت في مجالي جنة *** زهراء يغمرها الجمال المشرقُ
فيما الخلائق تشرئبّ وكلّها *** اُذن تصيخ ومهجة تتشوّقُ
وإذا بصوت محمّد يعلو بها *** وإذا القلوب بصوته تتعلّق
هذا خليفتكم وسيّد أمركم *** وإمامكم بعدي فلا تتفرّقوا
هذا موجهكم لمدرجة العلا *** فتمسّكوا بذيوله كي ترتقوا
هذا علي والعدالة نهجه *** وذوو الجلالة بالعدالة أليقُ
فاقفوا خطاه على الطريق فإنه *** عن غير حكمة ربّه لا ينطقُ
اللّه أية دعوة لما تزل *** قبساً يشعّ على الوجود ويشرقُ
وعلى مدى الأزمان نبع هداية *** سيظل يجري بالمياه ويغدقُ
هذي مناهله يمد وجودها *** بدم الحياة نميرها المتدفّقُ
سيظلّ والتأريخ يشهد أنه *** روح الحياة وإن أبى متزندقُ
سيظلّ ينبئنا بأن حياتنا *** في المجد إذ نسمو به ونحلّقُ
وبأن قيمتنا بقدر جهادنا *** في الدين حيث بركنه نتعلّقُ
في الدين عزّتنا ورمز وجودنا *** لا في الهراء نصوغه ونلفّقُ
فهو السعادة في الحياة ومن يرد *** غير السعادة في الحياة سيمحقُ
وهو الدعامة للوجود وهذه *** أجلى حقائقه الوفاء وأصدقُ
فمتى تفيق نهى الشباب وينجلي *** عن فكره هذا الضباب المطبقُ
ليرى الحقيقة كالنهار جلية *** في ناظريه فيجتلى ويحقّقُ
هذي العروبة يستبيح ذمامها *** ويدوس حرمتها جبان أحمقُ
متفسّخ خلع المجون صوابه *** وأضلّه سفهٌ وعقلٌ مغلقُ
فسعى يبثّ لدى الشباب سمومه *** وفقاً لما رسم المعلّم عفلقُ
فالدين في لغة التحزّب بدعة *** ممجوجة وسخافة وتحذلقُ
أما التقدم في الحياة فإنه *** وقف على من يستبيح ويسرقُ
ولمن أراد خيانة وتنكراً *** لبلاده فمضى يعيث ويفسقُ
ولكل مرتزق وكل مصانع *** ولمن يداجي أو لمن يتشدّقُ
ولكل مبتذل يبيع ضميره *** ويبيع موطنه بفلس يبرقُ
الدين وهم والعروبة سلعة *** تشرى بسوق المغريات وتنفقُ
والعدل سجن والعدالة ساحة *** فيها رؤوس الأبرياء تعلّقُ
والأمن رعب والتحرّر مذبح *** ومجازر فيها الكرامة تهرقُ
وأصابع بدم الشباب روية *** بغياً وفي وحل الجرائم تغرقُ
هذي شريعته وهذا نهجه *** جثث تهرّأ أو رقاب تشنقُ
يابن العروبة والحياة على الأذى *** ذل وذاتك بالكرامة أخلقُ
إني اُعيذك أن تصير تبيعة *** تنساق خلف مُتاجر يسترزقُ
ولديك في هدي السماء مشاعل *** ولواء مجد للعروبة يخفقُ