شعراء القطيف (المرهون)
{89} الملاّ أحمد آل خميس
المولود ـ سنة 1352
ويقول في الوعظ والإرشاد:
بكيت الشباب فلم يرجعِ *** وجاء المشيب ولمّا أعِ
ذكرت الشباب وأيّامه *** ومثلت نفسيَ في مرتعِ
فلاح البياض بوسط القذال *** كلوح الكواكب في الأرفعِ
سموت بعيني لعلّي أرى *** مثالاً لنا في الفضا الأوسعِ
فكنت أرى في السما غبرة *** لكلّ سميع لبيب يعي
نظرت الهلال بدا بازغاً *** ضعيفاً كأطفالنا الرّضعِ
وبعد ليالٍ يرى مشرقا *** كمثل شباب فتى ألمعي
فما المرء إلاّ سريع النوى *** كنجم هوى ثُم لم يطلعِ
لأن الحياة مطايا لنا *** تنوء بنا عن فضا المشرعِ
وآمالنا كسراب الفلا *** تراءى لظمآن في بلقعِ
كذاك الأمانيّ غرّت بنا *** فكانت كأضغاثِ للهجّعِ
وذا الدهر يسرع في أخذنا *** ونحن نسير مع المسرعِ
فكنّا أرقّاء في قيده *** وأمّا لصالحنا لم نعِ
فيا نفسُ لا تجزعي واصبري *** ومن نُوَب الدهر لا تخشعي
ولا تأسفي لشباب مضى *** وكوني على حذر فاسمعي
فليس الحياة حياة لك *** ولا دارها لك بالمربعِ
ففيها الهوان وفيها العلا *** فيا نفسُ للذلّ لا تخضعي
فإن المذلّة ثوب الجبان *** وثوب المعزّة للأورعِ