شعراء القطيف (المرهون)
{88} كاظم المرهون
المولود سنة (1351) تقريباً
ويقول في رثائه عليه السلام تحت عنوان:
حقائق لا أماني
ودّع زمان الصبا واترك تماديه *** لا خير في رجل طالت أمانيه
ودع حديث التمنّي لا تمرَّ به *** فخير ما في المنى تحقيق ما فيه
يا سارياً لطريق الجهل متّجهاً *** خفّض عليك فهذا شارع التيه
خفّف خطاك فبحر الجهل متّسع *** فكم وكم غارق من جهله فيه
أين الذين لظلم الناس قد شرعوا *** وسنّ ظلماً نظام الجور بانيه
ما أسعد العمر في ظلّ السلام على *** نهج الهدى ونظام الحقّ داعيه
وخالد الذكر في التاريخ مفخرة *** يحيا فخيراته في الناس تبقيه
شمّر لنيل العلا وارفع مشاعله *** وانشر شعائره وابسط أياديه
حيِّ الاُلى بذلوا للمجد أنفسهم *** وسالموا أهله عادَوا أعاديه
وحيِ خير بني الدنيا وسيّدهم *** ومرجع المنهج الأعلى ومفتيه
ضحّى بخير نفوس العالمين لكي *** يبقي الهدى موضحاً أرقى معانيه
حتّى قضى بسيوف الجور وا أسفاً *** عليه ملقى فليت الروح تفديه
في جسمه نشبت نصل الرماح وفي *** فؤاده أمل للدين يحكيه
قضى فخلّد ذكراً لا يبارحه *** فكان أوضح شخص في معانيه
قضى وخلف أسفاراً بسيرته *** مملوءة للملا الأعلى تباهيه
قضى وخلف أطفالاً على سغب *** ونسوة دمعها بالخدّ تجريه
آه على خفرات المصطفى برزت *** بين العدا وجهها بالكفّ تخفيه
فعاينت جسمه في الترب منعفراً *** مسلّباً وثرى الغبرا يكسّيه