شعراء القطيف (المرهون)
{84} الخطيب الملاّ صادق المرهون[1]
المولود (3/8/1345)
هو أخي وابن والدي الخطيب المفوّه، الملاّ صادق ابن العلاّمة الشيخ منصور المرهون. ولد في قرية الدبابية مسقط رأسه ومحل موطنه بالتاريخ المذكور، نشأ محبّاً للخير وأهله، والعلم وذويه، ولا زال يتطلّب ضالّته المنشودة حتّى تحصّل عليها، فهو الآن خطيب ورع يرى نفسه فخوراً بخدمة أهل البيت الطاهر عليهم السلام شأن ذوي العقائد الراسخة. وقد أرسل إليّ قصائده مرفقة بمذكرة هذ نصها:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
رغبة في أن أكون من اللاّحقين بشعراء أهل البيت عليهم السلام، راجياً دخولي في زمرتهم؛ نظراً لما اُثر في قولهم عليهم السلام: «من قال فينا بيتاً من الشعر بنى اللّه له بيتاً في الجنة»[2]. وبالختام أتمثّل بقوله تعالى: وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ [3].
فليهنأ أخي بهذه الموهبة، سائلاً ربي عز اسمه أن يكثر في رجال المسلمين أمثاله، ويطيل في عمره كثيراً، فلنستمع إليه يقول:
ميلاد الإمام علي عليه السلام
الحق جاء وثَم الباطل انصدعا *** بنور من للوا الإسلام قد رفعا
ورفرفت راية الإسلام مزهرة *** وبلبل المجد بالأفراح قد سجعا
وأشرق الاُفق بالأنوار مبتهجاً *** مرحّباً بوليد أسّس الورعا
يا ساعة فيك وافانا الهنا كمَلاً *** نور الوصي علي بيننا سطعا
على الرخام بجوف الكعبة انحسرت *** سحابة الحجب فيها والدجى انقشعا
بشراك فاطمُ بالمولود حيدرةٍ *** خيراً حملت وخير الناس قد وضعا
إليك منا رسول اللّه تهنئة *** من كل فرد يراكم أنتُمُ الشفعا
بمولد البطل المقدام ناصرك الـ *** ـكميّ أول من صلّى ومن تبعا
بشرى أبا طالب ذا الشبل منك فكن *** به فخوراً ففيه الفخر قد جمعا
ذا أصغر الولد سناً وهو أكبرهم *** فضلاً وأعبدهم حقّاً لمن صنعا
ولتهنَ اُسرتك الغرّاء من مضر *** ذا كاشف الكرب عنها أينما وقعا
والشيعة اليوم في فخر وفي فرح *** كأس الولاية كلّ منه قد جرعا
واحفظ وصاياه واتبعها تعش رجلاً *** بعزةِ الحق والإيمان مدّرعا
واعمل لدينك واحرز للصلاة وللـ *** ـزكاة والصوم واخضع للذي شرعا
واحفظ أخاك بإخلاص بلا سفه *** حقّاً وصدرك بالأخلاق متّسعا
ولا تعش في نفاق أوتقل كذباً *** ولا تكن مقبضاً للمالِ قد جمعا
إياك أن تتّخذ في مال مقترض *** علاوة فالرباءَ الشرعُ قد منعا
لا تظلمن أجيراً أجره وتسر *** بسيرة الجور واحذر يا فتى الطمعا
واستثمر العمر في علم وكن فطناً *** لحفظ مبداك للأحكام متّبعا
كم يرفع العلم أقواماً وإن سفلت *** أحسابهم وعلاهم كان مرتفعا
يا قائد الجيش في بدر وفي اُحد *** والنهروان ومنه القلب ما جزعا
هذا مديحي فكم اُثني عليك وكم *** غيري يقول فكان القول متّسعا
يامنكري الفضل عن شخص أقرّ به *** أتباع عيسى وإبراهيم واليسعا
سل جرج جرداق سل بولس سلامة سل *** (نهج البلاغة) من بالحق قد صدعا
يُنبوك عن رجل خير الصفات حوى *** زهداً وتقوى لعلم اللّه خير وعا
يا حامي الجار هذا المدح فيك أتى *** من (صادق) الودّ فيكم بالولا رضعا
يتبع…
________________
[1] توفي رحمه الله في 14 / 9 / 1424 ه.
[2] عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 15 / 2، بشارة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: 324 / 4.
[3] يوسف: 88.