شعراء القطيف (المرهون)

img

{83} الأديب الحاج علي الزاهر[1]

المتولّد 12/1/1344

هو الأديب الفذ علي بن محمّد بن أحمد بن علي الزاهر العوامي. وآل زاهر اُسرة كريمة عريقة في النسب، من أهالي العوامية، لهم المكانة العالية في الدين والأدب والأخلاق العالية، وسوابقهم في الخير معروفة لدى كلّ من اتّصل بهم. وقد سبق ذكر هذه الاُسرة بمناسبة ذكر شاعرها الأول؛ بما فيه غنى عن التكرار. وهذا شاعرها الثاني صديقنا المعروف بكل ما فيه خير ممّا يعود إلى الصالح العام، فهو شاعر شعبي فذ، وعربي بحت، وسبّاق إلى الخير، وشديد التمسّك بالمبدأ. وعلى الإجمال فهو عامل للدارين شأن الرجال المصلحين؛ وفقاً لما جاء في الحديث: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً».

ومن شعره ما نقدّمه كاُنموذج قوله:

في شأن أمير المؤمنين عليه السلام

آل النبي المصطفى العدناني *** خير الأنام وخيرة الرحمنِ

من لا يوالي آل أحمد في الورى *** لا يهتدي لحقيقة الإيمانِ

آل النبي هداة كل موحد *** وسواهُمُ رجس من الشيطانِ

هم باب حطة والسفينة للاُلى *** أخذوا بهديهُمُ من القرآنِ

هم سادة الإسلام هم اُسس الهدى *** والموضحون معالم العرفانِ

من جاء في يوم الحساب بحبهم *** جاز الصراط وفاز في الميزانِ

هم كلهم سفن النجاة لمن زكت *** منه النقيبة من بني الإنسانِ

لا سيما الطهر البتول وزوجها *** فحل الفحول وفارس الفرسانِ

أعنيالوصي بنص سورة هَلْ أَتَى [2] *** مع آية النجوى من الفرقانِ

مع نصبه يوم الغدير صراحة *** والمسلمون بمشهد رنّانِ

خطب الرسول فكان موجز قوله *** هذ علي هُوْ الإمام مكاني

ولذا تسابق للسلام إجابة *** أهل النهى والفضل والإحسانِ

فاسترّ قلب المصطفى وتبوّأت *** أهل النفاق مبوّأ الخسرانِ

قد سار فيهم بعد أحمد سيرة *** طبق الكتاب برأفة وحنانِ

ما بات مبطاناً إلى أن غاله *** أشقى الورى بالسيف في رمضانِ

أحمى الحديدة للشقيق وعاتب ابـ *** ـن حنيف كلاًّ في رضا الرحمنِ

ما ابتاع بيتاً في العراق ومسكناً *** وطعامه خبز الشعير الداني

وإدامه الملح الجريش قد اقتدى *** بالمصطفى في السر والإعلانِ

لا زال يكدح للرشاد مشمّراً *** حتّى الممات بواضح البرهانِ

وله «سلوني » لا تكون لغيره *** وهو المحيط بعالم الإمكانِ

وهو الذي بالبيت كان مولّداً *** ولدته فاطم خيرة النسوانِ

ونشا بحجر محمّد متغذياً *** من خلقه السامي العظيم الشانِ

وهو الذي فوق الفراش مبيته *** ليقي الرسول مكائد الطغيانِ

وهو الذي أقدامه صعدت على *** كتف النبي لحكمة وبيانِ

قد هدّمت يمناه ما قد شاده الـ *** ـشيطان من رجس ومن أوثانِ

عَمراً ومرحب سيفه أفناهما *** ومحاهما من عالم الوجدانِ

إيهٍ أبا الحسنين هذي اُمّة الـ *** ـهادي تمور بظلمة الأوطانِ

فقدوا العدالة واستعاضوا بعدها *** بمذلّة وحقارة وهوانِ

لا يهتدون سبيلهم لفضيلة *** إلاّ لجمع المال والبنيانِ

شادوا القصور ومجد يعرب ضيعوا *** وتفسخوا من حلية الإيمانِ

بذخوا وجاع الآخرون وهدموا *** من دين أحمد شامخ الأركانِ

قبلوا الرشا أكلوا الربا ما بينهم *** وتشاتموا بكتابة ولسانِ

ياخالق الأفلاك يارب السما *** رحماك يا من ليس مثلك ثانِ

رحماك أنقذنا فأنت إلهنا *** بوليك المنصور من عدنانِ

املأ به الأرض العريض عدالة *** وأنر بنور هداه كل مكانِ

واحطم عروش الظالمين ومن لنا *** غصبوا فلسطيناً بلا برهانِ

اجبر به كسر العروبة والهدى *** واطلب به ثار الشهيد الثاني

وأظلّنا بلوائه وافتح لنا *** فتحاً مبيناً في هدى وأمانِ

واجمع قلوب المسلمين على الهدى *** والبر والتقوى مع الإيمانِ

واغفر ذنوبي ثم اُمّي معْ أبي *** والمسلمين قصيهم والداني

يتبع…

_____________

[1] توفي رحمه الله في 2 / 10 / 1418 ه.

[2] الدهر: 1.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة