شعراء القطيف (المرهون)
{79} الحاج أحمد العوّى
المتولّد سنة (1341) ه
ويقول في رثاء القاسم عليه السلام:
رمت التسليَ بالترحال والسفرِ *** وكيف أسلو ومني القلب في كدرِ
أرجو حياة وملكاً دائماً رغدا *** كأنما بيدي إيماءة القدرِ
ما الناس إلاّ كركب ضل منهجه *** وما الزمان بمأمون على بشرِ
كم مصبح كالضحى نوراً بأعيننا *** قد غاب قبل غياب الشمس في الحفرِ
فاذكر شباباً بيوم الطفّ ما بلغت *** خمساً وعشراً من الأعوام كالزهرِ
شبل الوصي كبدر التم طلعته *** يضحي به المثل الأعلى لمفتخرِ
فمذ رأى عمه بالطف منفرداً *** في عصبة كفروا باللّه والسورِ
يصيح مستنجداً ما بينهم ويرى *** أسماعهم لا تلبّي صوت منتصرِ
فثار يطلب ثارات لمن قتلوا *** من أهله وعليه راية الظفرِ
أكرم به حشد ذاك اليوم مزّقه *** بسيفه وبعزم الفارس الحذرِ
للّه من بطل أردى بحملته *** جمعاً غفيراً ونبل القوم كالمطرِ
يقول يا عم ما بعد الاُلى سبقوا *** لي من منى غير إرضا الصارم الذكرِ
يا للشباب ذوت منه نضارته *** وغاض ماء الصبا من وجهه النضرِ
وشعلة من لهيب الحق قد طفئت *** بعرصة الطف بين البيض والسمرِ
له من الحسن الزاكي شمائله *** فإنه ابن علي خيرة الخِيَرِ
أصابه الغادر الأزديْ بضربته *** فخرّ منعفراً أفديه من قمرِ
للّه قلب حسين حين عاينه *** يجود بالنفس في حرّ الثرى الوعرِ
بعد فوات الأوان جاءتنا هذه القصيدة وهذه المقطوعة لهذا الخطيب المصقع، فأثبتناهما تداركاً لما فات.