شعراء القطيف (المرهون)

img

{79} الحاج أحمد العوّى[1]

المتولّد سنة (1341) ه

هو الحاج أحمد بن عبد اللّه بن محمّد العوّى، أحد الشباب الطامحين لفعل الخير قولاً وفعلاً. ولد في (3/8/1341) ه، نشأ محباً للعلم وذويه، طموحاً لفعل الخيرات، وله فيها آثار محمودة أهمها ما قام به من نشر الكتب الدينية وجلبها، فأفاد وطنه ومواطنيه؛ دينياً، وتاريخياً، وأدبياً. وكان تقياً ورعاً صالحاً، اُميّاً لا يقرأ ولا يكتب، لكنه شاعر كثير النظم، لا سيما باللغة الدارجة، وقد طبع ديوانه مرتين في مراثي أهل البيت عليهم السلام ومدائحه، أما نظمه باللغة الفصحى فأقل من ذلك بكثير، ولا زال مثابراً في مثل هذه الخدمات العالية (أطال اللّه بقاه). فمن ذلك قوله:

في رثاء أمير المؤمنين عليه السلام

في ليلة القدر ركن الدين قد صرعا *** وفي مصلاّه في المحراب قد وقعا

جاء المراديّ والشيطان يتبعه *** والقلب منه ببغض المرتضى طبعا

فشقّ بالسيف رأس الطهر حيدرة *** فخر كالطود فوق الأرض منصرعا

وقال فزت وربي والدماء جرت *** من الكريم وسالت في الثرى قطعا

فناح جبريل والأملاك قاطبة *** وكل شيء لرزء المرتضى صدعا

وصاح جبريل أعلام التقى انطمست *** والدين بعد ولي اللّه قد فجعا

واُم كلثوم للسبطين قائلة *** قوما فناعي علي في السماء نعى

فأقبلا لمصلّى حيدر وإذا *** ليث العرينة في المحراب قد وقعا

فعصب الرأس منه نجله حسن *** والدمع منه على الخدّين قد همعا

فأقبلوا بولي اللّه منزله *** على الرقاب ومنه جرحه اتسعا

وأقبلت نسوة الكرار تنظره *** هاتيك تبكي وهاذي قلبها جزعا

وقالت الطهر يا كرّار أوصِ لنا *** فقال كل امرئيجزى بما صنعا

اُوصيك يا زينب بالصبر فاصطبري *** فاز الذي قد غدا بالصبر مدّرعا

ستنظرين أخاك المجتبى حسناً *** يكابد السم فوق الفرش مضطجعا

يجود بالنفس من سم بمهجته *** سرى وفي الطشت يلقي قلبه قطعا

وتنظرين حسيناً في التراب لقى *** وسيف شمر لرأس الفخر قد قطعا

وتحملين إلى الطاغي على قتب *** ورأس ريحانتي في الرمح قد رفعا

ألا الزمي الصبر يا بنتاه واحتسبي *** فالصبر لا شك للإنسان قد نفعا

وودع الأهل والأولاد ثم قضى *** وللجنان جوار المصطفى ارتفعا

فأظلم الكون حزناً للوصي ونا *** ح الروح جبريل في الآفاق مفتجعا

واعولت زمر الأملاك واضطرب الـ *** ـأفلاك حتّى كأن الوعد قد وقعا

وأقبلت زينب الحوراء نادبة *** ياوالدي بك أضحى الدين منصدعا

والشامتون لهم طاب الكرى فرحاً *** من حين جسمك في مثواك قد وضعا

يتبع…

_______________

[1] توفي رحمه الله في 28 / 11 / 1420 ه.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة