شعراء القطيف (المرهون)
{78} الملاّ علي بن قيصوم[1]
المتولّد (1340) ه
هو الملاّ علي بن حسن آل قيصوم، المتولّد في سنة (1340) ه. كان منذ ولادته مكفوف البصر، نشأ في رعاية أبويه كغيره من الأولاد، ولم يكن يؤمّل منه حسب وضعه أن يكون خطيباً أو شاعراً، ولكن الفضل بيد اللّه {يُؤتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[2]. وبين عشية وضحاها وإذا بمترجمنا خطيباً وشاعراً مضافاً إلى ما اتّصف به من التقى والورع.. النقطة الهامة في حياة الإنسان التي تحفظ مستقبله الاُخروي. وكان ولعاً بالكتب، فكان يغامر بشرائها واقتنائها بما تفرد به عن أقرانه (وفقه اللّه لمراضيه، ومد في عمره طويلاً). فمن شعره قوله:
في مولد أمير المؤمنين عليه السلام
أقسمت باللّه والآيات منزلة *** في محكم الذكر تتلى في الملايينا
إن الإمام أبا الأطهار حيدرة *** تاج المكارم من ساد الوصيينا
فلتهن فاطمة الطهر التي شرفت *** على النسا بإمام جاء يهدينا
بالبيت مولده والكل يعرفه *** وليس ينكره إلاّ المضلّونا
هذا أبو حسن إن كنت جاهله *** أضحى نصيراً لمن فاق النبيينا
سل عنه بدراً وسل عنه خيابرها *** من المحلّق فيها في الميادينا
يا باذلاً نفسه في اللّه مجتهداً *** وهذه عن جميع الفضل تنبينا
أبا الأئمة يابن الطهر فاطمة *** لا زلت ترشدنا بالعلم تغنينا
يا ناصراً أحمد المختار إذ نكبوا *** وفرّت الصحب عن لقيا المعادينا
ضربت بالسيف لم تنكل كما نكلوا *** ولم تُرَ ساعة خلف الصواوينا
يا فارس الحرب يا سبّاق حلبتها *** ومشعلاً نارها كي تظهر الدينا
أعطاك ربك ما لم يعطِه أحداً *** واختارك اللّه من بين المصلّينا
_______________
[1] توفي رحمه الله في 1 / 11 / 1427 ه.
[2] الحديد: 21.