تقديم الصلاة في أول الوقت
١) ما هي بعض الموارد التي تقدَّم فيها الصلاة في أول الوقت؟
٢) لماذا ركَّزتِ الروايات على تأدية الصلاة في أول الوقت؟
تُقدَّم الصلاة في أول الوقت على عدة أمور وهي ما يلي:
١) تُقدَّم الصلاة في أول الوقت على الإفطار: قال المحقق الحلي في المعتبر ج٢ ص٦٩١ ـ 692: «يُستحب تقديم الصلاة على الإفطار لتضاعف أجر الطاعات مع الصوم، وقد روى جماعة منهم جميل عن أبي عبد الله الصادق× قال: سُئل عن الإفطار قبل الصلاة أو بعدها؟ قال×: «إنْ كان معه قوم يخشى أنْ يحبسهم عن عشائهم فليفطر معهم وإنْ كان غير ذلك فليصل وليفطر»».
وروى زاراة وفضيل عن أبي جعفر الباقر× قال: «يُصلي في رمضان ثم يفطر، إلا أنْ يكون مع قوم ينتظرون الإفطار، فلا يُخالف عليهم، وإلا فابدأ بالصلاة فقد حضرك فرضان، الإفطار والصلاة، وأفضلهما الصلاة»، ثم قال: «تصلي وأنت صائم وتختم بالصوم أحبّ إليَّ».
ورُوِيَ في كتاب الصلاة في الكتاب والسنة محمد الريشهري ص١٩٥ عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله| قال: «لا يؤخر الصلاة لطعام ولا لغيره».
٢) التخفيف بالنافلة للحفاظ على أول الوقت: رُوِيَ في جامع أحاديث الشيعة للسيد البروجردي ج٤ ص١٤٠ عن أبي بصير قال: «ذكر أبو عبد الله الصادق× أول الوقت وفضله، فقلت: كيف أصنع بالثمان ركعات؟ فقال: «خفف ما استطعت»».
٣) هل تأخير الصلاة لانتظار صلاة الجماعة أفضل من الفورية لإدراك فضيلة الصلاة في أول الوقت منفرداً؟
قال السيد الخوئي قُدِّس سرُّه الشريف في تعليقته على العروة الوثقى للسيد اليزدي: «إذا كان الانتظار يوجب فوت وقت الفضيلة فالأفضل تقديم الصلاة منفردا على الصلاة جماعة على الأظهر».
وقد أرشدتنا الروايات إلى أهمية المحافظة على أول الوقت، لِمَا في ذلك من آثار عظيمة ونتائج طيبة منها ما يلي:
١) لأنَّ أبواب السماء تُفتح لصعود الأعمال: رُوِيَ في وسائل الشيعة الحر العاملي ج٤ ص١١٩ عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله الصادق× يقول: «إذا دخل وقت صلاة فتحت أبواب السماء ليعود الأعمال فما أحب أن يصعد عمل أول من عملي، ولا يُكتب في الصحيفة أول مني».
٢) لأنَّ إقامة الصلاة في أول الوقت هو الأفضل: رُوِيَ في كتاب الكافي للشيخ الكليني ج٢ ص١٤٢ عن أبي جعفر× قال: «اعلم أنَّ أول الوقت أبدًا أفضل، فتعجَّل الخير ما استطعت، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل ما داوم العبد عليه وإن قلَّ».
٣) لأنَّ الصلاة في أول الوقت أعظم أجرًا: رُوِي في كتاب مستدرك وسائل الشيعة للميرزا النوري ج١٣ ص٢٥٦ عن الإمام الرضا× قال: «إذا كنت في تجارتك وحضرت الصلاة، فلا يشغلك عنها متجرك، فإن الله وصف قوما ومدحهم فقال: ﴿رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ﴾ وكان هؤلاء القوم يتجرون، فإذا حضرت الصلاة تركوا تجارتهم وقاموا إلى صلاتهم، وكانوا أعظم أجرا مِمن لا يتجر فيصلي».
٤) لأنَّ الصلاة في أول الوقت أطيب ريحًا من قضيب الآس: رُوِيَ في وسائل الشيعة للحر العاملي ج٤ ص١١٩ عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى بن جعفر× قال: «الصلوات المفروضات في أول وقتها إذا أقيم حدودها أطيب ريحًا من قضيب الآس حين يُؤخذ من شجرة في طيبه، وريحه وطراوته، وعليكم بالوقت الأول».
٥) لأن التأخير في كل شيء خير إلا في ثلاثة أمور التعجيل فيها أفضل: رُوِيَ في كتاب ميزان الحكمة محمد الريشهري ج٣ ص١٨٣٥ عن رسول الله| قال: «الأناةُ في كل شيء خير إلا في ثلاث: إذا أصبح في خيل الله فكونوا أول من يشخص، وإذا نودي للصلاة فكونوا أول من يخرج، وإذا كانت الجنازة فعجِّلوا بها ثم الأناة بعد خير».
حسين آل إسماعيل