شعراء القطيف (المرهون)
{76} محمّد سعيد الجشي
المتولّد في (27/7/1339) ه
وفي القائم المنتظر يقول:
يرنو إليك الدين والإسلامُ *** يابن البتول وهذه الأعلامُ
فاشهر حسامك ماضياً متألّقاً *** كالبرق في اُفق السماء يشامُ
فاشرق على الدنيا بنورك ساطعاً *** فبمثل نورك يكشف الإظلامُ
وعلى ندائك قد يهب معذَّب *** وبمثل هديك تهتدي الأقوامُ
وبمثل صوتك يستفيق مسهّد *** أودت به الآمال والآلامُ
وبمثل مجدك لا يهان أخو تقى *** في الأرض أوتنبو به الأيامُ
وبمثل نورك تملأ الدنيا سناً *** وبمثل سيفك ينصر الإسلامُ
فاطلع على الدنيا بهدي محمّد *** يزهُ الحجاز بنوره والشامُ
والأكرمون الصحب حولك طوّف *** وعلى المذاكي (جابر) و(هشامُ)
قم واحيِ شرعته وجدد عهده *** فلأنت شمس للهدى ودعامُ
واكشف عن الدنيا غياهب ظلمة *** طمست بها الأقمار وهي تمامُ
فالجور عمّ على الخلائق والدنى *** تشريعها الإذلال والإرغامُ
والحق لم يرفع له ركن ولم *** تخفق له بين الورى أعلامُ
وإلى متى والدهر يروي للورى *** أنباء لم تنهض بها الأقلامُ
ويظل طي الغيب ثأر صارخ *** فمتى يجرد للعداة حسامُ
هذي قبوركمُ تنوّر كالضحى *** من حولها الإجلال والإعظامُ
ولقد تضوّع بالعبير ترابها *** كالزهر حين تفتّح الأكمامُ
وعلى جبين الدهر قانٍ من دما *** شهدائكم لم تمحُه الأيامُ
فإلى متى التاريخ يروي هولها *** ولَكم ترنّ بلابل وحمامُ
فالمصطفى علم الهدى أودى به *** عبء الجهاد فنكست أعلامُ
ولفاطم سقط الجنين ببابها *** عصراً ورضّت أضلع وعظامُ
هتفت بفضة والجنين معفّر *** بالباب ملقى والدموع سجامُ
واغتيل جدك حيدر في فرضه *** لم يرعَ فيه الشهر وهو صيامُ
وإلى الزكي مشت غوائل ناكث *** حتّى طغت مما هناك جسامُ
طهر الدما اُهريق من جرّائها *** وهوى الصلاح وقامت الآثامُ
ونزا على عرش الخلافة خائن *** ذلّت به الأقرام والأحكامُ
فطغت على الإسلام منه سحائب *** سوداء عمّ بها الزمان ظلامُ
ولكم بأرض الطف من زاكي دم *** لكمُ اُريق وكم اُضيع ذمامُ
أودت بجدك عصبة اُموية *** وسرت بأهلك كالإماء تسامُ
يا يومه والطفل فوق ذراعه *** ظمآن لم يبرد إليه اُوامُ
أرداه سهم للوريد مصوّب *** لم ترعه قوم هناك لئامُ
فانهض سليل المجد فينا ثائراً *** فقد استباح حماكمُ الأقزامُ
هل بعد يوم الطف يوم نيّر *** أو هل يطاق تصبر ومقامُ
ولدى الطغام عقائل من هاشم *** في الأسر تعول حولها الأيتامُ
وعلى سرير الملك أرعن معلناً *** بالفسق تصدح حوله الأنغامُ
وعلى الرمال مضرّج بدمائه *** سبط يواريه ثرى ورغامُ
ركضت عليه الخيل وهو معفّر *** اللّهَ كيف يعفر الضرغامُ
يا سيف جبار السماء ألا انطلق *** من غمدك القدسي حان قيامُ
ناجاك دعبل بالقريض مرجياً *** نصراً ومنك الوحي والإلهامُ
وأتيت بابك طالباً منك العلا *** وبراحتيك الخير والإنعامُ
يتبع…