شعراء القطيف (المرهون)

الشيخ منصور البيات
( 1325 )
ويقول في رثاء الإمام الصادق عليه السلام:
إن الشريعة اُثكلت لمصاب من *** للدين ركن فالهدى متهدّمُ
وهو الأساس إلى الهدى ومقيمه *** الصادق البرّ الإمام الأعظمُ
سرّ الحقيقة جعفر وعمادنا *** فبه الشريعة فضلها متقدمُ
قد سمّه المنصور بعد إهانة *** كانت بها نار المصائب تضرمُ
لم أنسَه ليلاً عليه قد عدت *** شرّ الخلائق بالأذى تتهجّمُ
أمر اللعين جنوده فتسلّقوا *** دار الإمام فأي جرم أجرموا
فاستخرجوه حافياً نفسي له *** تفدي فويل للذين تحكموا
أخليفة المختار يُخرج هكذا *** أومادروا أن النبي مؤلّمُ
بل آلموا الرسل الكرام جميعهم *** فمدامع العينين منهم تسجمُ
جاء الطغاة بجعفر لأميرهم *** ويل لهم إذ في الضلالة قد عموا
فرأوه يزبد مستحثّاً حزبه *** فكأنه الشيطان بل هو أعظمُ
فأقام سيدنا الإمام إهانة *** وله غدا الملعون ظلماً يشتمُ
فترى اللعين موبّخاً ومهدّداً *** لولي خالقنا يذلّ ويرغمُ
فتراه يحلف ضارعاً في موقف *** كادت له شمّ الجبال تهدمُ
يا موقفاً من قبله ودّ الهدى *** محو المنير وأن تهاوى الأنجمُ
عجباً لحلم اللّه كيف عدوّه *** رأس الضلالة في الهدى يتحكمُ
وغدا بظلم للوليْ متسرّعاً *** متبجّحاً بالكذب كيما يظلمُ
قلّ الحياء من اللعين فلم يزلْ *** بضلالة ركن الرشاد يحطّمُ
فرمى بكتب للإمام موبّخاً *** وببغيه للطهر صار يؤثمُ
وتمرّد الملعون بغياً وانتضى *** سيفاً به ركن الرشاد يهدمُ
لكنما الجبّار صان وليّه *** عن قتلة حتّى يتم المبرمُ
حتّى إذا نفذ القضاء تبادرت *** أعداه جوراً للذي قد أبرموا
فاغتاله المنصور سمّاً فاغتدى *** قلب المكارم بالسموم يقسمُ
فقضى الإمام بسمّه فتكورت *** شمس الهداية فالمدامع عندمُ
فعلى الضجيج من السماوات العلى *** وغدا الملائك بالمآتم تلطمُ
فلأجله يا أولياه جدّدوا *** نصب المآتم فالنبي مؤلمُ
فله اغتدى يبكي بشجو ناعياً *** يجري المدامع والفؤاد مكلمُ
وله علي والبتول وعمّه *** أحزانهم في القلب نار تضرمُ
نَصْب المآتم واجب لفراق من *** للدين روح إذ به متقومُ
إن العزاء لسلوة لإمامنا *** موسى فعزوه ونوحوا والطموا
فهو المصاب بفادح ما مثله *** رزء غدت منه الظهور تقصّمُ
أثر المحبة ملزم بعزائهم *** فعزاؤهم فرض شعار يلزمُ
يا سادتي قد جئتكم برثائكم *** فتفضّلوا وترحّموا وتكرموا
صلّى الإله عليكمُ كلّ المدى *** ما ضاء صبح أو أضاءت أنجمُ