مَنْ هو آخر شهيد في كربلاء؟
الجواب: آخِرُ شهيدٍ في كربلاء هو الهفهاف بن المهلَّب الرَّاسبي بعد شهادة الإمام الحسين× وصل الهفهاف وهو شيخ عشيرةٍ في البصرة لمَّا سمع أنَّ الإمام الحسين× محاصرٌ في كربلاء فسأل عشيرته بني راسب مَنْ منكم يذهب معي لنصرة الحسين×؟ فلم يُجبه أحدٌ.
فقام وَحْدَهُ من البصرة إلى كربلاء وكان يَجِدُّ الليل بالنهار استجابة لنداء أبي عبد الله حتى وصل إلى كربلا بعد الظهر وبعد شهادة الحسين×.
رأى مِن بعيد خيام تحترق بالنار اقترب قليلًا رأى خيمة من خيام عمر بن سعد فقال لهم: ما الخبر؟ قالوا: نراك غريبا فقال: نعم أنا ابن المهلب الراسبي جئت لنصرة الحسين×. فقالوا له: قُتِلَ الحسين. قال: وما تلك الخيام التي تحترق. قالوا: تلك خيام نساء الحسين جنودنا ينهبوها فجرَّد سيفه وصاح:
يا أيها الجند المجند
أنا الهفهاف بن المهلب
أحمي عيالات بني محمد
قاتلهم وقتل منهم مقتلة عظيمة عمر بن سعد علم بالأمر فسأل ما الخبر؟ قالوا: رجل وصل من البصرة حمل فينا السيف كالليث المُغضَب. فقال: احتوشوه من كل جانب. قال: نحن نسرق الخيام. فقال: اقتلوه أولًا ثم انهبوا الخيام. فسمعت السيدة زينب من بعيد ضرب السيوف وأنَّ معركةً بدأت من جديد ورأت الجند تركوا سلب الخيام فقالت ما الخبر؟ فقالوا: يا زينب هذا ابن المهلَّب جاء لنصرتكم. الآن وصل من البصرة وهو يدافع عنكم. بعد ذلك احتوشوه ورموه بالسهام والنبال فوقع شهيدا وهو آخر شهيد في كربلاء. وهو آخر صريع في الميدان قائلًا:
عليك مني السلام يا أبا عبد الله
وقد قال عنه الإمام زين العابدين× مؤبنًا: «لم ير الناس شجاعاً بعد أهل البيت كمثل هذا اللهم احشره مع أبي الحسين وآل بيته×».