شعراء القطيف (المرهون)

الحاج محمّد الكوفي
المتولّد سنة ( 1324 )
وقال في مدح الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام:
زمن الإقبال أتى يترى *** في نيل مناك لك البشرى
النحس أفلْن كواكبه *** ونجوم السعد بدت نورا
وليالي العسر مضت وأتت *** أيّام اليسر بنا تترى
والأرض الميتة أحياها الـ *** ـخلاّق وماحلُها اخضرّا
أجرى فيها نهراً عذباً *** فتبارك من أجرى النهرا
بربيع الخصب قد اخضرّت *** أرض كانت قِدماً قفرا
عذبت ماء كثرت روضاً *** حسنت مرأى نفحت عطرا
وقد ابتسمت زهراً لمّا *** برزت في حلتها الخضرا
تهتز معاطفها طرباً *** لنسيم الروض إذا مرا
والطير تغرّد بالمغنى *** متفنّنة طوراً طورا
وتردد ألحاناً تحكي *** نغمات العود إذا جرا
فتمايلت الأغصان لها *** متثنية يمنى يسرى
نُزَه حُفّت برياحين *** معلول الجسم بها يبرا
طرب القمري فشدا نظماً *** والبلبل يشرحها نثرا
وفتاة الحي لعاشقها *** سمحت بالوصل له جهرا
فاهت بالود علانية *** لم تأخذ من أحد حذرا
زفت عرساً كيما ترضي *** إلفاً يشكو منها الهجرا
فدنت متذلّلة شغفاً *** متضرعة تبدي العذرا
رفعت أطراف نقاب الحسـ *** ـن فبان محيّاها بدرا
جرحت أحشائي حين رنت *** فكأن بمقلتها سحرا
لولا لين الأعطاف وحسـ *** ـن الخلق وإعلان البشرى
ما كنت لهيبتها أدنو *** لاُقبّل وجنتها الحمرا
في الخد الورد وفي فيها *** شهد يروي الكبد الحرّى
فشممت الورد وذقت الشهـ *** ـد بترشيفي ذاك الثغرا
فمحت عني شطراً مما *** ألقاه وأبقت لي شطرا
قد سرّ القلب بجمع الشمـ *** ـل ونلت بنيليها خبرا
وأزال الهمّ فراق العسـ *** ـر فلم يخشَ البدن الضرّا
يا من قد أكثرتم عذلي *** فيها جئتم شيئاً نُكرا
عجبا ممّن يلحوني على *** ما ليس يحيط به خبرا
ما كان العشق لها سفهاً *** لكن بعشقي لها سرا
نالت حبي لمّا كانت *** من شيعة فاطمة الزهرا
من قد زهت الأكوان بنو *** ر تبلج غرّتها الغرّا
حدّث يا صاح بمدحتها *** وأعد فالعَود بها أحرى
واشرح بتذكرها صدري *** فتذكرها يشرح صدرا
هي بضعة خير الرسل ومن *** عظمت شأناً وسمت قدرا
خصّت بفضائل قد جلّت *** عن أن نسطيع لها حصرا
مدحت في الذكر من الباري *** والهادي أن سرّت سرّا
قد أتحفه الجبّار بها *** فهي الإنسية والحَورا
لولاها ما كانت حوّا *** ء ومريم ما نالت فخرا
إن كانت مريم قد سادت *** في عالمها وعلت قدرا
فالطهر سيادتها عمّت *** لنساء عوالمها طرّا
يرضي الباري ما يرضيها *** يا شيعتها لكمُ البشرى
نلتم أمناً بولايتها *** في يوم النازلة الكبرى
من والاها يلقى خيراً *** من عاداها يلقى شرّا
عقبى من والاها الحسنى *** وعقبى الغير غدت خسرا
وإذا احتار المولود ومن *** دهشٍ عن والده فرّا
وتقطّعت الأسباب فلا *** أنساب هناك ولا نصرا
أنتم واللّه المنصورو *** ن بنصرة فاطمة الزهرا
أترون النار تمسّ غداً *** جسمي وأذوق لها حرّا
قسماً بولايتها إني *** لم أخشَ بآخرتي شرّا
ولئن كسبت نفسي وزراً *** فمحبّتها تمحو الوزرا
هي شافعة لمحبّيها *** ومحبّي محبّيها طرّا
لكنّ لها شأناً يشجي *** ويصدّع فحواه الصخرا
إذ تبدي الشكوى ناشرة *** للشعر ومقلتها عبرى