موارد استحباب الصلاة على النبي وآله
هناك موارد يتأكد فيها استحباب الصلاة على محمد وآل محمد وهي ما يلي:
الموطن الأول/ليلة الجمعة ويومها: وقد وردت روايات كثيرة تحث على ذلك منها ما يلي:
أ) رُوِيَ في وسائل الشيعة 7: 387 /٩٦٥٥ باب ٣٤ من أبواب صلاة الجمعة وآدابها عن عمر بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله×: «يا عمر إنه إذا كان ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكة بعدد الذَّر في أيديهم أقلام الذَّهب وقراطيس الفضة لا يكتبون إلى ليلة السبت إلا الصلاة على محمد وآل محمد، صلوات الله عليهم، فأكثر منها». وقال: «يا عمر إنَّ مِنَ السُّنَّة أنْ تصلي على محمد وأهل بيته في كل جمعة ألف مرة، وفي سائر الأيام مئة مرة».
ب) رُوِيَ في وسائل الشيعة ٧: 380 باب ٤٠ من أبواب صلاة الجمعة وآدابها عن أبي عبد الله× قال: «يخرجُ قائمُنا أهل البيت يوم الجمعة، وتقوم القيامة يوم الجمعة، وما مِن عمل أفضل يوم الجمعة من الصلاة على محمد وآله».
ج) رُوِيَ في وسائل الشيعة 7: 388 باب ٤٣ من أبواب صلاة الجمعة وآدابها عن النبي| قال: «أكثروا عَلَيَّ مِن الصلاة في كل يوم جمعة فإنّ صلاة أمَّتي تُعرَضُ عَلَيَّ في كل يوم جمعة فَمَنْ كان أكثرهم صلاة كان أقربهم منِّي منزلة».
الموطن الثاني/عند دخول المسجد: وقد وردت عدة روايات تحث على ذلك منها ما يلي:
أ) عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله× قال: «إذا دخلتَ المسجد فصلِّ على النبي| وإذا خرجتَ فافعلْ ذلك».
ب) عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة عن جدته فاطمة الزهراء عليها السلام قالت: «كان رسول الله| إذا دخل المسجد صلى على النبي| وقال: اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، فإذا خرج صلى على النبي| وقال: اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك».
الموطن الثالث/عند الدعاء: وقد وردت عدة روايات تدل على ذلك منها ما يلي:
الرواية الاولى: رُوِيَ في وسائل الشيعة 7: 92 /٨٨٢٣ باب ٣٦ عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله الصادق× قال: «كل دعاء يدعى الله عز وجل به محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وآل محمد».
الرواية الثانية: رُوِيَ في كتاب جلاء الأفهام لابن القيِّم ص٣٨، ص٣٩ عن علي× عن رسول الله| قال: «ما من دعاء الا بينه وبين السماء حجاب حتى يصلى على محمد وال محمد|، فاذا صلى على النبي محمد| انخرق الحجاب، واستجيب له، وإذا لم يصل على النبي| لم يستجب له».
الرواية الثالثة: رُوِيَ في وسائل الشيعة ٧: 97 /٨٨٤٠ باب ٣٦ عن أمير المؤمنين× قال: «إذا كانت لك الى الله حاجة فابدأ بمسالة الصلاة على النبي| ثم سل حاجتك، فان الله أكرم من أن يسال حاجتين فيقضي إحداهما ويمنع الأخرى».
وهنا نقطتان مهمتان وهما ما يلي:
النقطة الاُولى: إن هذه الروايات تبين أن الدعاء يحتاج إلى واسطة ووسيلة ليصل ويستجاب وهم محمد وآل محمد وبدونهم لا يتحقق الوصول.
النقطة الثانية: إن هذه الروايات تدل على مشروعية التوسل.
الموطن الرابع/عند ذكر الله تعالى: ومِمَّا يدلُّ على ذلك ما يلي:
الآية الاُولى: قوله تعالى في سورة الأعلى آية ١٥: ﴿وَ ذَکَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّي﴾.
عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال: دخلت على أبي الحسن الرضا×، فقال لي: «ما معنى قوله: ﴿وَ ذَکَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّي﴾. فقلت: كلما ذكر اسم ربه قام فصلى، فقال لي: «لقد كلف الله عز وجل هذ شططا». فقلت: جعلت فداك، وكيف هو؟ فقال: «كلما ذكر اسم ربه صلى على محمد وآله».
ومعناه أنه لا يذكر الله تعالى الا ويذكر المصطفى| وأفضل ذكر له بحسب الآية هو الصلاة عليه وعلى آله.
الآية الثانية: قوله تعالى في سورة الانشراح آية ٤: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾.
اتفقوا على تفسيرها أنه لا يُذكر الله إلا ويُذكر النبي| معه.
الموطن الخامس/في الركوع والسجود: رُوِيَ في وسائل الشيعة 6: 326 /٨٠٩٧ باب ٢٠ من أبواب الركوع عن عبد الله بن سنان سألتُ أبا عبد الله× عن الرجل يذكر النبي| وهو في الصلاة المكتوبة إما راكعا وإما ساجداً فيصلي عليه وهو على تلك الحال؟ قال: «نعم إنَّ الصلاة على نبيِّ الله| كهيئة التكبير والتسبيح، وهي عشر حسنات، يبتدرها ثمانية عشر مَلَكًا أيّهم يبلغها إياه».
الموطن السادس: في كلِّ مجلس: سواء ذُكِرَ فيه النبي| أم لم يُذكَرْ ومن الروايات الدالة على ذلك ما يلي:
أ) رُوِيَ في وسائل الشيعة 7: 151 /٨٩٨٠ باب ٣ من أبواب الذِّكْرِ عن حسين بن يزيد عن أبي عبد الله× قال: قال رسول الله‘: «ما مِنْ قوم اجتمعوا في مجلس، فلم يذكروا اسم الله عز وجل ولم يُصلوا على نبيهم إلا كان ذلك المجلس حسرة ووبالًا عليهم».
ب) رُوِيَ في مسند أحمد بن حنبل 3: 489 /٩٩٧٢ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله|: «ما اجتمع قومٌ ثم تفرقوا عن غير ذِكْرِ الله عز وجل وصلاة على النبي| إلا قاموا عن أنتن جيفة».
الموطن السابع/ عند العطاس: ومن الروايات الواردة في ذلك ما يلي:
أ) رُوِيَ في اُصول الكافي ٦٢٠:٢ /٩ كتاب العشرة باب العطاس عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال: عطس رجلٌ عند أبي جعفر الباقر× فقال: الحمد لله فلم يُسَمِّتْهُ أبو جعفر× وقال: «نُقِصْنَا حقّنا» ثم قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وأهل بيته». قال: فقال الرجلُ فسمَّته أبو جعفر.
ب) رُوِيَ في اُصول الكافي ٦٢٠:٢ /٨ عن جابر بن يزيد قال لأبي جعفر الباقر×: «إنَّ عندنا قومٌ يقولون: ليس لرسول الله| في العطسة نصيب فقال×: إنْ كانوا كاذبين فلا نالهم شفاعة محمد|».
وأمَّا عند أهل أبناء العامة فذهبوا إلى عدم مشروعية الصلاة على محمد وآله عند العطاس لأنهم يرون أن رسول الله| لم يُشرِّع عند العطاس إلا الحمد ولكل موطن ذِكْرٌ خاص لا يقوم غيره مقامه، ورووا حديثا عن رسول الله| في كتاب جلاء الأفهام ص٣٢٢ينهى عن الصلاة عليه قال: «لا تذكروني عند ثلاث: عند تسمية الطعام، وعند الذبح، وعند العطاس».
وقال ابن القيم: «إنَّ هذا الحديث لا يصح».
الموطن الثامن/ عند النسيان: وقد دلت على ذلك عدة روايات منها ما يلي:
أ) رُوِيَ في وسائل الشيعة 8: 198 /٩١٠٩ باب ٣٧ عن أبي هاشم الجعفري عن أبي جعفر محمد بن علي× سأله عن الذِّكر والنسيان فقال: «إنَّ قلب الرجل في حُقٍّ وعلى الحُقِّ طبق فإنْ صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامَّة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحُقِّ فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسي، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحُق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكره».
وجاء في جلاء الأفهان عن أنس بن مالك عن رسول الله| قال: «إذا نسيتم شيئا فصلوا عَلَيَّ تذكروه إنْ شاء الله».
الموطن التاسع: عند كتابة اسمه: جاء في مستمسك العروة ٥٢٤:٦ قال اليزدي قُدِّس سره: «إذا كُتِبَ اسمُه| يُستحب أن يكتب الصلاة عليه».
واحتمل السيد الحكيم قُدِّس سره أنَّ ما جاء في الأنوار النعمانية من حديثٍ مُرْسَلٍ عن رسول الله| قال: «مَنْ صلى عَلَيَّ في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب».
هو المستند في هذا القول.
حسين آل إسماعيل
وصلى الله على محمد وآل محمد