السبط الحسين

img
أشعار 0 ----

نور الآفاق ميلاد الحسين

وارثٌ سرٓ جميع المرسلين

فحسين هو مصباح الهدى

حبه ينجيك من كل ردى

نوره يزهو على رغم العدا

قبلة العشق لكل العالمين
*

شهر شعبان ازدهت أنواره

ثالث الشهر بدت أسراره

والنبي المصطفى أخباره

فاقت العد بمولانا الحسين
*

يوم ميلاد به أفراحنا

واضمحلت وانجلت أتراحنا

حبه فرض ولاه راحنا

كيف لا نهوى إمام المسلمين
*

عطروا الدنيا بآيات الفرح

واصدحوا طوبى لمن فيه صدح

وانشدوا الشعر به تحلو المدح

قد أحب الله من حب الحسين
*

شرف الأكوان واستر الرسول

ملتقى نور علي و البتول

بعد قول المصطفى ماذا نقول

دونك الأخبار بين الدفتين
*

كعبة الأحرار كم في كربلا

علم الثوار درسا في العلا

نصر القرآن والدين علا

وغدا قبلة كل الثائرين
*

هو من عترة طه الطاهره

زره تسعد وتفز في الآخره

وادعو واطلب ماتشا يازائره

لا تطال النار جسم الزائرين
*

قبره في تربة فيها الشفاء

ناطحت قبته أفق السماء

فهنيئا لكم أهل الولاء

وهنيئا لك أم الحسنين
*

هللوا واستمعوا للجلوات

وارفعوا أصواتكم بالصلوات

ولد السبط وناموس الحياة

فهنيئا مولد المولى الحسين
*

(مصطفى آل مرهون)
١٤٣٩هجريه

رباعيات رائعة تتجلى فيها معالم الإبداع عبر مواطن الحب والعشق والولاء.. رباعيات طافحة بالصور الولائية، ومفعمة بالروح المتّقدة بجنون العشق الحسيني وحافّات الرقيّ القابعة في ملامح الانصهار الواعي التي تستثمر عند الشاعر توجهاته الفكرية والدينية والعقيدية بنمط اثنوي متراكم يبرز حالة الانبهار والعشق عنده، وتنزاح فيه معالم العشق المنصهر بالرافد الحسيني العلوي المحمدي نحو ذبالة قدس أنوار مصباح الهدى.. إنها منظومة إيمان خالص بموقف السبط، تنطوي على إبداع شعري متميّز يعزّ نظيره في نظري؛ لما تشتمل عليه من فضاءات جيو-عقيدية متعددة الأطياف والمكونات العقيدية، تتمحور حول سعي واضح وحثيث من الشاعر لبناء الشخصية الإسلامية الثرّة، وبثّ الروح الولائي في الظاهرة العقيدية عند الآخر باتخاذ البنية الذاتية لشخصية الممدوح شعاراً ودثاراً دينيين مقدسَين يهدف من خلالهما الى إيداع الفكرة المقدسة حول هذا الممدوح لدى الشاعر بما تحتفي به من مظاهر الولاء والحب العميقين الصادقين، وإيصالها إلى المتلقي بالنفَس العقيدي نفسه الذي تبرز من خلاله ملامح شخصيته الشيعية بما تتصف به من انزياح واضح نحو الهالة القدسية النورية التي يستلهمها  الشاعر من مداد قدس الممدوح؛  إذ تُلمح أروقة اندياحها البلوري النوري فيه الى هالة النور تلك، وهو يمتاحها من عمق ولائه الراسخ اللامنتهي لشخصية الثائر المنقذ المصحح.

مولاي اعذرني على الإطالة؛ فالقصيدة اطربتني حقاً، وأخذت بي إلى دهاليز  الإبداع من حيث لا أحتسب، وقّنعتني بثمار  يانع شجر الولاية من حيث لا أشعر مع حضور واضح عندي حينها للهدف السامق الذي ترسمه بيراع أحرفها.

أخوكم أبوعلي

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة