شعراء القطيف (المرهون)
الحاج منصور الجشي
المتوفّى سنة ( 1360 )
ويقول مخمسا لغيره:
يا ضيا ناظري بقلبيَ رفقا *** أو لست الذي أحفّك شوقا
وأقيك الخطوب غربا وشرقا *** ( يا شبيه النبي خَلقا وخُلقا
بعدك المكرمات طال بكاها )
يا مدير الحروب يوم جلادِ *** ومبيد القرون في كل نادِ
وله طأطأت بذل انقيادِ *** ( يا قريع الاُسود يوم التصادِ
كيف تبقى فريسة لعداها )
فإذا في لقاك لم أرَ نيلا *** فأعرني ولو خيالك ليلا
هل ترى منك لي على الصدّ ميلا *** ( أمنى القلب إن اُمّك ليلى
إن دعت يا علي من لنداها )
ويقول في رثاء الامام موسى بن جعفر عليه السلام :
مصاب أطل على الكائنات *** فأوحش بالثكل أزمانَها
وأفجعنا وجميع الورى *** وأوقد في القلب نيرانَها
فلله سهم رمى المكرمات *** فهدّ علاها وبنيانَها
ألم تدرِ يا دهر من ذا رميت *** أصبت بسهمك فرقانَها
فهلاّ ترى جرم ما قد جنيت *** وقد طبق الخطب إمكانَها
أصبت بسهمك قلب الوجود *** وهدمت واللّه أركانَها
غداة ابن جعفر موسى قضى *** مذاب الحشاشة حرّانَها
قضى مستظاما بضيق السجون *** يكابد بالهم أشجانَها
فتلك الإمامة تبكي على *** فقيد تضمّن برهانَها
عزاها مدى الدهر لا ينقضي *** تسحّ وتندب إنسانَها
فكيف السبيل لنيل الحياة *** عقيب الإمام الذي زانَها
أليس هو الكلمات التي *** بها ميز اللّه أديانَها
أيهنى لعيني طيب الكرى *** وهل تألف النفس سلوانَها
وباب الحوائج في مهلك *** عليه الفضا ضاق حيرانَها
أتاح له السم أشقى الورى *** فألهب أحشاه نيرانَها
وآلمه بثقيل القيود *** ولم يرعَ في الحقّ ديّانَها
على الجسر ملقى برمضائها *** به أشفت القوم أضغانَها