محاضرات إسلامية ـ 9
- الإمام الرضا (عليه السلام):
- وعلي بن موسى مزين المؤمنين
- وعلي بن موسى معبرها ومنجيها وطارد مبغضيها ومُدْني مؤمنيها
ثم يأتي دور الرضا (عليه السلام) ليكون هو المعبر بهم، وهنا نشعر بوجود قنطرة بحيث لاينجو إلا من يعبرها، وهذه الجماعة حين تعبر يقف الإمام عند هذه الجماعة المخلَصة، فيبعد عنها من قد يكون خالطها ودخل في أوساطها ممن هو ليس منها، فيكون هو الإمام الذي لم تفترق بعده الشيعة، وبعد أن اصطفاها زيّنها، فهو مزيّن المؤمنين، محسنهم مجملهم، مضيف الجمال والزينة عليهم. أما ماذا كانت هذه الإضافة والزينة؟ فقد نفهمها من عبارة مدني المؤمنين، مقربهم إليه، ملصقهم بالقيادة بتثبيت اليقين.
- الإمام الجواد (عليه السلام):
- ومحمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم
- ومحمد بن علي قايدها وسايقها
ليأتي دور الإمام الجواد ليكون عصره عصر تمحيص لهذه الجماعة المخلصة، طفل لم يتعدى السابعة يتولى زمام الإمامة دور الإمام الجواد قائد والسائق؛ لأنه رجعت مرحلة التشكيك من جديد للأمة لكنه استطاع أن يقودها وأن يسوقها ويتجاوز تلك المرحلة بكثرة معاجزه وبراهينه (صلوات الله عليه). لذلك يقول عنه الإمام الرضا (عليه السلام): «هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله مولود أعظم بركة على شيعتنا منه»([1]) . ومناسب له مثل هذا الوصف عظيم البركة أن يكون له مقام منزل المؤمنين في الجنة، فإنك لو كنت في سفر فمن يسير بك طوال الطريق ويوصلك يكون مشكوراً لديك، لكن أعظمهم بركة وفضلاً عليك هو من يوصلك إلى مبتغاك و موطن راحتك.
- الإمام الهادي (عليه السلام):
- وعلي بن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور العين.
- وعلي بن محمد سايرها وعالمها.
ساير الشيء: جاراه / رافقه، سار معه، ماشاه. وهو الواضح من المنهج الذي بدأ من عهد الإمام الجواد وأكمله الإمام الهادي (عليه السلام)، وهو طرح مبدأ الغياب الجزئي للقيادة واعتماد الوكلاء والسفراء، ومحاولة تعليم الاُمة الأسلوب الصحيح لمثل هذه المرحلة؛ لتهيئة الامة لعهد الغيبة الكلية للقائد لئلا تنحرف، وهذا متناسب مع الوظيفة الاُخروية له من كونه الخطيب و المزوج، فإن المزوج يسير مع الخاطب ولا يتقدمه، بل هو يعلمه الصيغة و المتزوج يعيدها. فهو من يوصل الاُمة لكمالها كما أن كمال الدين الزواج، وكمال النعمة لأهل الجنة هو تزويجهم.
يتبع…
______________
