محاضرات إسلامية ـ 8
- الإمام الباقر (عليه السلام):
- ومحمد بن علي الناشر.
- ومحمد بن علي عارفها.
في مفردات الراغب: نشر: النشر، نشرالثوب والصحيفة والسحاب والنعمة والحديث بسطها، قال: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾([1])، وقال: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾([2])، وقوله: ﴿وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا﴾([3])، أي الملائكة التي تنشر الرياح أو الرياح التي تنشر السحاب.
فبعد الهدوء النسبي والتفاف الاُمة وسكينتها لقادتها وبعد أن كان إمامهم السجاد (عليهم السلام) يوردهم بين الحين والآخر ما يسد حاجتهم ويسير بهم، وهكذا.. يأتي دور الإمام الباقر (عليه السلام) في البسط و النشر لتلك الموائد، لأن الأمة ارتفعت قابليتها و زادت حاجتها وأبدت شغفاً في التزود، فما كان من الإمام الباقر إلا أن نشر لها موائد العلم ليُشبع النهم الذي تعيشه والتعطش و يهيأ الجماعة الصالحة المخلصة التي ستأخذ دورها في القيادة والعمل التوعوي لذلك فهو عارفها، العارف باحتياجاتها والمقدم لهم مايتناسب مع تلك الحاجة.
- الإمام الصادق (عليه السلام):
- وجعفر بن محمد السايق.
- وجعفر بن محمد كاتبها.
البسط والنشر يُعطي إيحاء بالتوقف والنشر لوقت ما ثم يأتي دور الصادق ليسوقها من جديد للتزود بنفسها باتباع إرشادات القائد الأعلى، فهو سائقها ودافعها للانقياد للعمل التوعوي الجمعي، بتوجيه أصحابه والبارزين في مدرسته العلمية على قدر كفاءاتهم ومقدرتهم ليخوضوا المعارك الفكرية ويواجهوا الشبهات الإلحادية.
الآن السلطة تنبهت لوجود عناصر فعّالة متميزة هنا بدأت باستعمال اُسلوب القمع من جديد، وبث الانحرافات و التشرذم لتفرقة الأمة، وهنا كثرت التيارات والمذاهب والنِحل، فكان لابد من كتابة الفكر الحق لكي لا يختلط بالباطل فيضيع فهو كاتبها.
- الإمام الكاظم (عليه السلام):
- وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين
- وموسى بن جعفر محصيها.
وبعده يأتي عهد التمحيص للإمام الكاظم (عليه السلام) لتكثر الفتن والضلالات و الفرق حتى من الشيعة، فتظهر الواقفية، فتزل قدم بعد ثبوتها. فيكون دور الإمام الكاظم (عليه السلام) هو المحصي لشيعته و المميز لهم عن المنافقين والمنحرفين، ودوره في الآخرة هو عين دوره في الدنيا، فهو المحصي في الدارين.
يتبع…
________________