محاضرات إسلامية ـ 2
ما هو الإنذار؟ إخبار فيه تخويف.
التشويق: إخبار فيه سرور.
وظيفة النبي بشكل عام هو الإخبار فقط، الإبلاغ.
لماذا الإنذار أولاً؟
جاء الإنذار أولاً، مع أنه (صلى الله عليه وآله) قد اُرسل مبشراً ونذيراً، ومع أن القرآن هدى وبشرى أيضاً؛ لأن الناس لم يكونوا على واقع الفطرة، وكانوا في الغفلة، وعدم الالتفات، بل كانوا في أول البعثة كفاراً، معاندين ومنغمسين في الظلم والانحراف إلى أبعد مدى، فلا بد من إنذارهم أولاً؛ ليلتفتوا إلى عواقب ما هم عليه من واقع سيء يعيشونه، وإلى العواقب المدمرة والمرعبة، التي تنتظرهم نتيجة لذلك والتفاتهم هذا، لسوف يؤثر فيهم للتطلع، ثم الحركة نحو الخروج من ذلك الواقع، والتخلص منه.
ثم يأتي بعد ذلك دور تخليص المجتمع من رواسبه، ومن حركاته، وأعماله، ومواقفه السيئة، على مستوى الفرد، وعلى مستوى الجماعة، وتطهيره من كل غريب ومريض.
ومعه جنباً إلى جنب تكون عملية وضع الاُسس المتينة والسليمة لبناء الهيكل العام للمجتمع المسلم في عواطفه، وفي علاقاته، وفي روابطه.
بعد أن تبين من هو المنذر وجب معرفة من هو الهادي؟
من هو الهادي؟
لتوضيح من هو المقصود من الهادي في الآية، لابد من الالتفات إلى أن الهدف من الآية هو تبيين أن هناك قسمين من الدعوة إلى الله تعالى:
الأول: الدعوة التي عملها الإنذار.
الثاني: الدعوة التي عملها الهداية.
وبتعبير أدق، إن المنذر مثل العلة المحدثة لأنه للذين أضلوا الطريق، ودعوتهم للصراط المستقيم، أما الهادي فبمنزلة العلةالباقية، وتكون الهداية والاستقامة للذين آمنوا.
وهذا الذي ذكرناه هو المعبر عنه في كلمات علمائنا بالرسول والإمام، فالرسول يقوم بتأسيس الشريعة، والإمام يقوم بحفظها وحراستها.
الهادي هو الشخص الحافظ والحامي للشريعة.
يتبع…