نشاطات الإمام حسن عليه السلام في المدينة _ 1
حسين إسماعيل
أقام الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في المدينة المنورة عشر سنوات، وقام خلالها بعدة نشاطات، نتحدث عن أربعة نشاطات، وهي ما يلي:
١) تربية وتعليم أصحاب الاستعدادات.
٢) ترويج الثقافة الإسلامية الأصيلة.
٣) الاهتمام بالفقراء والمحتاجين.
٤) الدفاع عن أهل الولاء والمطالبة بحقوقهم.
أولاً: تربية وتعليم أصحاب الاستعدادات
لما انتقل الإمام الحسن المجتبى عليه السلام إلى المدينة، أسرع الرواة والمحدثون والعلماء لينهلوا من نمير علومه والحصول على فيوضاته، وصنَّف المؤرخون هؤلاء ضمن مجموعين:
المجموعة الأولى: بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: ومن جملة هؤلاء ما يلي:
١) جابر بن عبد الله الأنصاري: من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وكذلك الحسنين عليهما السلام، شارك في بدر وفي ثمانية عشرة غزوة، ونقل سبعة عشر رواية، توفي عام ٧٨ هجري.
٢) الأحنف بن قيس: عدَّه الشيخ الطوسي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحاب أمير المؤمنين عليه السلام والحسن عليه السلام.
٣) الأصبغ بن نباته: من الرواة ومن خواص أمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام، وقد نقل ٥٦ رواية.
٤) زيد بن أرقم: كان فاقدا للبصر أدرك رسول الله صلى الله عليه وآله، ونقل العديد من الروايات.
٥) سُليم بن قيس الهلالي: من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وقد نهل العلم من الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، لاحقه الحجاج لعنه الله ليقتله فالتجأ إلى أبان بن أبي عياش، وعندما دنا أجله أعطاه كتاباً ليحفظه عنده على سبيل الأمانة يحتوي على الكثير من الروايات.
٦) ميثم بن يحي التمار: من كبار أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، ومن جملة أفراد شرطة الخميس.
المجموعة الثانية: بعض التابعين ومنهم ما يلي:
١) أبو الأسود الدؤلة: ممن تعلم عند أمير المؤمنين عليه السلام علم النحو وبرع فيه.
٢) مسلم بن عقيل: سفير الإمام الحسين عليه السلام.
٣) سويد بن غفلة.
٤) حذيفة بن أسيد الغفاري.
٥) عبد الله بن جعفر الطيار.
٦) عبد الله بن عباس.
ثانياً: ترويج الثقافة الإسلامية الأصيلة
لقد عمل معاوية بن أبي سفيان وبشكل جاد على إزالة ثقافة الرسالة والإمامة ومن جملة مصاديق ذلك:
١) البدعة في الدِّين: ومن جملة ما قام به معاوية في ذلك ما يلي:
أ) ترك أيام خلافته الصلاة على النبي وآله لمدة أربعين يوماً في صلاة الجمعة، وعندما سئل عن ذلك قال: ((كي لا يعظم أهل البيت عليهم السلام في أعين الناس))
ب) أجاز المعاملات الربوية، وقد عرضه في ذلك أبو الدرداء رضوان الله عليه وقال له: ((سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله ينهى عن مثل هذا إلا مثل بمثل)).
فلم يهتم معاوية بكلام أبي الدرداء رضوان الله عليه واستمر في ترويج الربا، مما دفع أبا الدرداء وكان قاضياً في دمشق إلى التوجه نحو المدينه معتبراً أنه لم يبق أي مجال للتعاون مع معاوية لأنه قد عمل برأيه في مقابل نص الرسول صلى الله عليه وآله.
ج) عطَّل الحدود حيث كان يمنع الحد عن السارق من خلال الوساطة.
د) أضاف الأذان والإقامة في صلاتي الفطر والأضحى مع أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((ليس في العيدين أذان ولا إقامة)).
ه) قرأ خطبتي صلاة العيد قبل الصلاة وقد استمر بنو أمية على هذا العمل مخالفين بذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وآله.
و) كان يشرب الماء بواسطة قدح مصنوع من الذهب والفضة وكان يتناول الطعام فيه وقد نهى الإسلام عن ذلك.
لذلك اهتم الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة لمواجهة التحريفات التي نشرها الأمويون وبالأخص معاوية.
٢) شجع معاوية جاعلي الأحاديث؛ حيث عمل معاوية على التقليل من عظمة أهل البيت عليهم السلام وإخراج محبتهم من قلوب الناس، وطلب من جاعلي الأحاديث وضع ما يشير إلى مناقبه ومناقب عثمان.
ثالثاً: الاهتمام بالمحتاجين، فقيل للحسن لأي شيء لا نراك ترد سائلاً؟ فقال عليه السلام: ((إني لله سائل، وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلاً وأرد سائلاً، وإن الله تعالى عوّدني عادة أن يفيض نعمه علي وأن أفيض نعمه على الناس، فأخشى إن قطعت العادة أن يمنعني العادة)).
يتبع…