بحث حول اللباس _ 2
وهناك آداب للباس وردت في روايات أهل البيت عليهم السلام ومنها ما يلي:
١) أنْ يدعو الله عند لبس الثوب الجديد، وهذا له عدة فوائد وهي ما يلي:
أ) إنَّ الدعاء عند لبس الثوب الجديد يعتبر استفتاحاً له بذكر الله تعالى.
ب) إنَّ الدعاء عند لبس الثوب الجديد تذكير بالآخرة بعد الانتباه لأمور الدنيا.
ج) إنَّ الدعاء عند لبس الثوب الجديد يربط الإنسان بشكل دائم بالله تعالى حتى لا تسيطر على قلب الإنسان حب الدنيا.
ونكتفي بذكر ثلاث روايات عن المعصومين عليهم السلام وهي ما يلي:
الرواية الاُولى: وقف أمير المؤمنين عليه السلام على خياط بالكوفة فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم، فلبسه فقال: ((الحمد لله الذي ستر عورتي، وكساني الرياش، ثم قال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إذا لبس قميصاً))(٨)
الرواية الثانية: عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام في ثوب يلبسه: اللهم اجعله ثوب يمن وبركة…، اللهم ارزقني فيه شكر نعمتك وحسن عبادتك والعمل بطاعتك، الحمد لله الذي رزقني ما أستر به عورتي وأتجمل به في الناس)(٩)
الرواية الثالثة: روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال:
((مَنْ قطع ثوباً جديداً، وقرأ ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَیْلَةِ الْقَدْرِ﴾ ستاً وثلاثين مرة، فإذا بلغ (تنزل الملائكة) قال: تنزل الملائكة، ثم أخذ شيئاً من الماء ورش بعضه على الثوب رشاً خفيفاً، ثم صلى فيه ركعتين ودعا ربه عز وجل وقال في دعائه: الحمد لله الذي رزقني ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي وأصلي فيه لربي، لم يزل في سعة حتى يبلى ذلك الثوب))(١٠)
٢) أن يلبس ثياب القطن، روي عن أبي عبد الله الصادق قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((ألبسوا ثياب القطن فإنه لباس رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو لباسنا))(١١)
٣) أن يلبس الثوب الأبيض، روي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((ليس من ثيابكم شيء أحسن من البياض فالبسوه وكفنوا فيه موتاكم))(١٢)
٤) أن تطوي الثوب، روي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: ((طيُّ الثياب راحتها، وهو أبقى لها))(١٣)
٥) أن تغسل الثوب، ومن الروايات الدالة على ذلك ما يلي:
الرواية الأولى: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ((مَنِ اتخذ ثوبا فلينظفه))(١٤)
الرواية الثانية: روي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: ((الثوب النقي يكبت العدو))(١٥)
ونلبس الثوب الحسن لعدة أهداف منها ما يلي:
١) لأن الله يحب ذلك، روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: ((إن الله يحب الجمال والتجمل، ويكره البؤس والتباؤس، فإن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها، قيل: وكيف ذلك؟ قال عليه السلام: ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويحسن داره، ويكنس أفنيته، حتى إن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق))(١٦)
٢) اقتداء بالمعصوم عليه السلام، روى أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الإمام الرضا عليه السلام قال: ((قال أبي: ما تقول في اللباس الحسن؟ فقلتُ: بلغني أن الحسن عليه السلام كان يلبس، وأن جعفر بن محمد عليهما السلام كان يأخذ الثوب الجديد، فيأمر به فيغمس في الماء، فقال لي: إلبس وتجمل، فإن علي بن الحسين عليهما السلام كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم، والمطرف الخز بخمسين دينارا، فيشتو فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه، وتلى هذه الآية: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾))(١٧)
٣) ليراك أخوك المسلم في أحسن زينة، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ((ليتزين أحدكم لأخيه المسلم إذا أتاه كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة))(١٨)
(١)( بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج٦٧ ص٣١٦)
(٢)(بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج٦٧ ص٣١٤)
(٣)(بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج٦٧ ص٣١٣)
(٥)(وسائل الشيعة للحر العاملي ج١٧ ص٢٨٤)
(٦)(وسائل الشيعة للحر العاملي ج١٧ ص٢٨٥)
(٧)(وسائل الشيعة للحر العاملي ج٤ ص٣٧٢)
(٨)(وسائل الشيعة للحر العاملي ج٣ ص٢٨٥)
(٩)(بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج٦٧ ص٣١٩)
(١٠)(مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي ص٩٩)
(١١)(مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي ص٩٩)
(١٢)(سنن النبي صلى الله عليه وآله السيد الطباطبائي ص١٧٦)
(١٣)(مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي ص١٠٤)
(١٤)(مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي ص١٠٣)
(١٥)(كتاب مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي ص١٠٣)
(١٦)(بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج٦٧ ص٣٠٠)
(١٧)(بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج٦٧ ث٢٩٩)
(١٨)(بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج٦٧ ص٢٩٨)
حسين إسماعيل