الفتنة ـ 3

تقديم: أم إبراهيم الحايك
المطلب الثالث: شبهة والرد عليها
لماذا يمتحن الله عبادة مع علمه بخفايا الامور. سبب اختبارنا للاشخاص دائما لنفهم ما نجهله عنهم فهل الله سبحانه وتعإلى بحاجة إلى هذا الاختبار وهو العالم بخفايا الاسرار؟
الجواب
الاختبار الإلهي يختلف عن الاختبار البشري يقول الإمام علي عليه السلام في بين سبب الاختبارات الإلهيه (وان كان سبحانه اعلم بهم من من انفسهم ولكن لتظهر الافعال اللتي يستحق بها الثواب والعقاب)
فكما قلنا سابقا ان المعدن يتعرض لحرارة النار كي يعرف هل هو حقيقي او ممغشوش. كذالك الإنسان يختبر بالمناصب والاموال والمصائب حينما تنزل المصائب كيف يكون حاله كيف يكون موقفه او عندما تقبل الدنيا بالنعم كيف يكون موقفه؟
فبالابتلاء يظهر معدن الإنسان وجوهره
2- الصفات الكامنه في الإنسان لا يمكن لها ان تكون وحدها معيار للثواب والعقاب فلا بد ان تظهر من خلال اعمال الإنسان فالله تبارك وتعإلى يختبر عباد ليتجلى ما يضمورونه في خلجات صدورهم وبذالك يستحقون الثواب او العقاب
مثال:
الاختبار الالهي يشبه عمل زارع خبير ينثر البذور الصالحه في الارض الصالحه كي تستفيد هذه البذور من مواهب الطبيعه وتبدأ بالنمو ثم تصارع هذه البذور كل المشاكل والصعاب بالتدريج وتقاوم الحوادث المختلفة كالرياح العاتية والبرد الشديد والحر اللافح لتخرج بعد ذالك نبتة مزهرة او شجرة مثمرة تستطيع ان تواصل حياتها إمام الصعاب.
نعم فلولا الاختبارات والابتلاءات لما تفجرت القابليات
فعاشوراء الحسين عليه السلام فجرت القابليات فالذين ضحوا بإرواحهم فداء للإسلام مع الحسين عليه السلام كانوا شرائع مختلفة فمنهم من هو قديم العهد في الوفاء لرب العالمين كـ حبيب بن مظاهر الاسدي ومنهم من هو جديد العهد بالهداية كالحر بن يزيد الرياحي ومنهم النصراني وهب وسعيد وزهير وبرير ومنهم القاسم بن الحسن ذالك الشاب الذي حينما سأله عمه بني قاسم ماطعم الموت عندك؟ قال طعم الموت عندي أحلى من العسل إذا كان بين يديك يا عم. وكذالك الأكبر (ع) عندما سأل والده الحسين اولسنا على الحق قال له الحسين بلى فقال الاكبر (إذن لانبالي اوقعنا على الموت ام وقع الموت علينا)
وقد قيل لرجل شهد يوم الطف مع عمر بن سعد : ويحك أقتلتم ذرية رسول الله (ص) فقال: عضضت بالجندل إنك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا ثارت علينا عصابة ايديها في مقابض سيوفها كالأسود الضاربة تحطم الفرسان يمينا وشمالا وتلقي انفسها على الموت لا تقبل الأمن ولا ترغب في المال ولا يحول بينها حائل وبين الورد على حيض المنية او الاستيلاء على الملك فلو كففنا عنها رويدا لأت على نفوس العسكر بحذافيرها فما كنا فاعلين لا أم لك.
نعم ضحوا بأنفسهم دون الحسين عليه السلام فهاهي أجسادهم صرعى على بوغاء كربلاء فازوا بالشهادة مع سيدهم الحسين وانتصر الحق بشهادتهم.