الفتنة ـ 2

تقديم: أم إبراهيم الحايك

المطلب الثاني: انواع الفتنة

الفتنة لها انواع كثيرة منها:

النوع الأول: وهو ما يصيب الإنسان بسبب ثباتهم على المبدأ وتمسكهم بالحق الذي هم عليه.

(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون) في هذه الاية يكشف الله الثابتون على الحق بالاختبار والامتحان وان هنالك اثر مترتب في الخرة على الإيمان هل يستحقون دخول الجنة ام لا يستحقون.

النوع الثاني: فتنة الظالم

(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) هذه الفتنة لا تخص ببلائها الظالمين فقط بل تعم الجميع وهو العذاب الذي يصيب الناس بسبب سكوتهم عن الظلم وعدم اخذهم على يد الظالم فهذا العذاب لايصيب الذين ظلموا خاصة انما كل من رأى هذا الظلم وسكت عنه.

وقد يتسائل شخص بان هناك اشخاص اتقياْ مؤمنين فما ذنبهم يعمهم العذاب؟

إذا كان مقصر في مقدار الامر بالمعروف والنهي عن المنك فيكتوي بنار الفتنة. واحيانا.. لا.. هو يامر بالمعروف وينهلى عن المنكر ويعمه العذاب لكن يجعله الله من تحمله للعذاب من تحمله للألم سببا لرفع درجته.

الفتنة هنا ليست بمطالبة الناس بحقوقهم او محاولتهم رفع الظلم وانما بسبب سكوتهم عن الظلم وهنا تقع الفتنة.

النوع الثالث: فتنة المال والولد

(انما اموالكم اولادكم و أولادكم فتنة) المال والولد اشياء يحبها الإنسان لكنها اختبار وامتحان مرتبط بالملذات والشهوات.

المال يعتبر عارية من الله سبحانة وتعإلى وهو من جملة النعم فالله حين ينعم عليك بنعمة يمتحنك اتكفر ام تشكر تؤدي حقها ام لا؟ المال هبة من الله ويجب انيصرف في رضاه لانه الباذل لهذه النعمة.

الفتنة في الولد يقولون حب الولد يعمي ويهم اعاذنا الله واياكم.

 أحيانا يكون الولد فتنة لابيه وهذا الشيء معروف في التاريخ. كان النبي صلى الله عليه وآله مع الزبير في ازقة المدينة فأقبل امير المؤمنين فتبسم الزبير واحتضن الاإمام وقبله وكان احتضان الشوق اليه التفت اليه النبي (ص) وقال له: اتحبه. قال: بلى يارسول الله احبه كولدي أو أشد. قال كيف بك إذا خرجت اليه تقاتله وانت ظالم له.

وفعلا كان الإمام علي (ع) يقول : مازال الزبير ناصرنا أهل البيت حتى ولد له ولد فغيره عن اهل البيت. فلما ذكره امير المؤمنين يوم الجمل قال ذكرتني بحديث إنسانيه الدهر. ولما جاء بسيفه قال هذا سيف طالما أزال الكرب عن وجه رسول الله (ص).

وهذا يسمونه مفتون لان الفتنة لا يكون منطقها عقلي بل عاطفي نفسي.

النوع الرابع: فتنة الحق والباطل

(والذين كفروا بعضهم اولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير) هذا النوع يأتي باشتباه الحق بالباطل لا تدري من على حق ومن على باطل.

وهنا يرد هل كل نزاع يقع في المجتمع الاسلامي فتنة؟

يقول أمير المؤمنين (ع) كلمة رائعه و اللتي تعتبر من جوامع الكلم وتتمحور حول موقف الإنسان المؤمن من الفتنة ومالذي يحسن عمله في هذه الظروف يقول صلوات الله وسلامه عليه (كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولاضرع فيحلب)

بداية ما معنى ابن اللبون؟

ابن اللبون هو ابن الناقة الذكر إذا اكمل له سنتان ودخل في الثالثه ويكون في هذا السن غير قابل للاستفاده مطلقا فهو لاينفع في للركوب لانه لا يقوى على حمل الاثقال وليس له ضرع فيحلب.

يريد الإمام (ع) ان يقول ان الإنسان الواعي في الفتنة يقف حيادا فلا يكون ذا نفع لاي طرف من أطرافها يقول انتبه لا تسلم نفسك للأخرين كي يستغلوك لمصالحهم فلا تكن مطية لهم (هذا الظهر) ولا تستنزف لهم من مبادئك وقيمك يعني كن ثابتا راسخا عندما تحدث الفتن (وهذا الضرع) وهذا شأن الفتن محاولة استغلالك فلا تضع نفسك في هذه المواقف.

ومن هنا يمكننا ان نقس الفتن إلى قسمين

الاول: عندما يكون الصراع بين باطل وباطل دولة ظالمه تحارب دولة ظالمه يكون موقفي: لا دخل لي (فاكون في الفتنه كابن اللبون)

الثاني: عندما يكون الصراع بين الحق والباطل يكون موقفي: لابد لي من الدخول في هذه الموجهه ونحديد اين الحق واتباعه لانجح في الامتحان.

الخلاصة

الفتنة بمعنى الامتحان (كما هو في القسم الثاني) ليس المقصود منها معنى الفتنة في حديث امير المؤمنين عليه السلام ولو كان ذالك لكن الإمام اولى بالعمل بها في الصراعات اللتي خاضها.

إذا الفتنة اللتي هي امتحان لابد من الدخول فيها ومواجهة الباطل وذالك لقول الإمام علي (ع) (خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل)

نعم عندما تكون الامور واضحه ويتبين الحق من الباطل فهذا ليس بفتنة. لما يكون الحق واضح فيجب ان تكون مع الحق عندما يكون عليا ناهضا تكون مع علي عندما يكون الحسين ناهضا تكون مع الحسين فهذه ليست فتنة بل الجهاد مع صاحب الحق.

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة