أقامت
لك الدنبا / السماوات
مأتما
تخلد فيه المجد والحزن والدما

وصلى عليك العرش في الطف مفردا
وقد ضاق وجه الأرض
وارتاعت السما

ومدت لك اﻵفاق صوت
استغاثة:
“حسين الرزايا لا حمي
ولاحمى “

هنا الطف
لم يطلع على النهر مشرقا
تبلج من أفق كئيب
فأظلما

هنا الزحف
لم يرحم من الرمل موطئا
فعاد كوجه النهر حيران
مرغما

هنا أخرج الشيطان
طغوى أمية
وحرض مزهوا غويا ومجرما

وحولك
من أسد الميادين عصبة
تبدت
بأفق الطف بدرا وأنجما

عليهم أفاض الله صبرا
وعزمة
كما صب في أعدائك الغي والعمى

ودونك
قد باعوا نفوسا أبية
تزف إلى الفردوس بالقتل
والظما

وما كان إلا أن أغاروا
فجدلوا
فصلت على أوداجها الأرض
والسما

وأصبحت نهب الموت
ظمآن مفردا
يشد عليك القوم نبلا وأسهما

هنا المصرع الدامي الذي
أدهش الورى
تحار به اﻷرواح والعقل
كلما ..

هنا
زينب الإصرار والصبر
والإبا
أبى الله يوما أن تذل وترعما

هنا يوم عاشوراء
أفق مضرج
أراق بجنب النهر سيلا
من الدما

هنا قبلة الأحرار والفخر
والأسى
هنا قبة أضحت منارا
ومعلما

غدا
تزحف اﻵفاق
شوقا ولهفة
توثق باﻷرقام يوما معظما

سلام
على النحر الذي علم الإبا
ومازال يسقي العشق
من فته الظما !

******
حسين بن ملا حسن آل جامع