البكاء على سيد الشهداء
دأب المحبون والموالون لأهل البيت الأطهار (ع) على التعبير عن مودتهم بمختلف الطقوس المشروعة في كل زمان خاصة أيام عاشوراء التي هي أيام حزن ومصيبة عند آل رسول الله (ص) وكل محب ومنصف لهم وذالك لما نابهم من مصاب، أدمى العيون وأحزن القلوب، وقد وردت النصوص المؤكدة على مشروعية ذالك.
بعض النصوص الواردة في مشروعية إحياء ذكرهم:
ورد في كتاب الخصال، مسندا عن علي (ع) أنه قال: (إن الله تبارك وتعالى اطلّع إلى الأرض اطّلاعة، فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويبذلون أنفسهم وأموالهم فينا، أولئك منا وإلينا) الخصال ٢: ٦٣٥.
وقال: (كل عين باكية يوم القيامة، وكل عين ساهرة يوم القيامة، إلا عين مَن اختصه الله بكرامته، وبكى على مانتهك من الحسين (ع) وآل محمد (ص).
وفي الكافي مسندا إلى أبي جعفر (ع) أنه قال في حديث: (ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا، إلا مسحت الملائكة ظهره وغفر الله له ذنوبه كلها، إلا أن يجيء بذنب يخرجه من الإيمان) الكافي ٨: ٨٧/٧٢.
وعن قرب الإسناد مسندا إلى الصادق (ع) أنه قال لفضيل: (تجلسون وتتحدثون؟ قال: نعم، جعلت فداك. قال: إن تلك المجالس اُحبها، فأحيوا أمرنا، يافضيل: رحم الله من أحيا أمرنا. يافضيل: من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب، غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر) قرب الإسناد: ٣٦/ ١١٧.
وفي أمالي الصدوق مسندا إلى الرضا (ع) أنه قال: من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامه، ومَنْ ذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومَنْ جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) الأمالي: ١١٩/١٣١.
وفي اللهوف عن الصادق(ع): (من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر) اللهوف: ١٠.
وفيه أيضا: عن الباقر (ع) قال: (كان زين العابدين (ع) يقول: أيما مؤمن ذرفت عيناه لقتل الحسين (ع) حتى تسيل على خده، بوأه الله تعلى بها غرفا في الجنة يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا، بوأه الله تعالى بها منزل صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخط النار) اللهوف: ٩.
وإليك بعض النصوص الوارد في مصيبة سيد الشهداء (ع) عن الصادق عن آبائه (ع) عن الحسين (ع) أنه قال: (أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلا استعبر) البحار ٤٤: ١٩/٢٨٤.
وعن الصادق (ع) قال: (نظر أمير المؤمنين (ع) إلى الحسين (ع) فقال: ياعبرة كل مؤن، فقال: أنا يا أبتاه؟ قال: نعم يابني)
وفي كامل الزيارات مسندا إلى أبي عمارة المنشد، قال: ماذكر الحسين (ع) عند أبي عبد الله (ع) في يوم قط، فرئي ابو عبد الله مبتسما في ذالك اليوم والليلة، وكان يقول: الحسين عبرة كل مؤمن) كامل الزيارات: ٣٠٩/٢١٤ وعن الإمام الصدق (ع) في زيارته لجده: (فما عذري إن لم أبكك، وقد بكاك حبيب ربي، وبكتك الأئمة، وبكاك مادون سدرة المنتهى إلى الثرى، جزعا عليك، فلك فاضت عبرتي وعليك كان أسفي وصراخي وزفرتي، وحق لي أن أبكيك وقد بكتك السماوات والأرضون والجبال والبحار) البحار ٨٩: ١٨٢/٣٠.
وفي زيارة رجب: (بأبي أنت وأمي ونفسي يا أبا عبد الله، لقد اقشعرت لدمائكم أظلة الخلائق، وبكتكم السماء والأرض وسكان الجنان والبر والبحر) البحار ٩٨: ٣٣٧/ ١.
قال الشاعر:
ولم يغادر جمادا لا ولا بشرا *** إلا بكاه ولا جنا ولا ملكا.
مصطفى آل مرهون