بحث حول تعزية الفاقدين
روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ((التعزية تورث الجنة)) انطلاقا من هذا الحديث الشريف نتحدث في ثلاثة أمور وهي ما يلي:
١) ما هو ثواب من عزى فاقدا؟
٢) بأي عبارات تكون التعزية؟
٣) ما حكم إقامة الأربعين والسنوية للميت؟
أما ثواب التعزية فقد تعرضت الأحاديث النبوية والروايات المعصومية إلى ثواب من عزى فاقدا ومن ذلك ما يلي:
أ) يكتب للمعزي نفس ثواب المعزى: روى الشيخ الكليني في كتاب الكافي ج٣ ص ٤٥٢عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أنه قال: ((من عزى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيئا))
ب) يكسوه الله يوم القيامة حلة عظيمة: روى السيد البروجردي في كتابه جامع أحاديث الشيعة ج٣ ص٤٥٤ عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أنه قال: ((من عزى حزينا كسي في الموقف حلة يحبر بها))
وما معنى يحبر بها؟ أجاب الشهيد الثاني قدس سره الشريف في كتابه مسكن الفؤاد أن النبي صلى الله عليه وآله سئل عن معنى كلمة (يحبر بها) فقال: ((أي يغبط بها))
ج) سبب لدخول الجنة: روى السيد البروجردي في كتابه جامع أحاديث الشيعة ج٣ ص٤٥٤ عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أنه قال: ((التعزية تورث الجنة))
وأما ألفاظ التعزية فقد علمنا أهل البيت عليهم السلام عبارات خاصة وألفاظ معينة للتعزية وهي كما يلي:
أ) تعزية الإمام الصادق عليه السلام: روى الريشهري في كتابه ميزان الحكمة ج٣ حديث ١٩٧٢ أن الإمام الصادق عليه السلام ذهب لتعزية قوم فقال لهم: ((جبر الله وهنكم ، وأحسن عزاكم ، ورحم متوفاكم))
ب) تعزية الإمام الجواد عليه السلام: روى الشيخ الكليني في كتاب الكافي ج٣ ص٢٠٥ فقد رجل ابنه في زمن الإمام الجواد عليه السلام فكتب له الإمام الجواد تعزية قال فيها: ((أعظم الله أجرك، وأحسن عزاك، وربط على قلبك إنه قدير، وعجل الله عليك بالخلف، وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله تعالى))
ج) تعزية الخضر برسول الله: روى الريشهري في كتابه ميزان الحكمة ج٣ ص١٩٧٢ قال: ((لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أحدق به أصحابه فبكوا حوله، واجتمعوا، فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح، فتخطى رقابهم فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: إن في الله عزاء من كل مصيبة، وعوضا من كل فائت، وخلفا من كل هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا، ونظره إليكم في البلاء فانظروا، فإن المصاب من لم يؤجر، فقال بعضهم لبعض تعرفون الرجل؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: نعم هذا أخو رسول الله الخضر عليه السلام))
وأما حكم إقامة الأربعين والسنوية للميت فهناك عدة آراء حول تلك المسألة منها ما يلي:
١) السيد علي السيستاني: لا إشكال فيما تقدم إذا لم يشتمل على الإسراف والتبذير.
٢) السيد محمد سعيد الحكيم: لا بأس بذكر الميت المؤمن في كل وقت خصوصا إذا كان ممن له شأن ديني وعلمي بلا فرق في ذلك بين الأيام الأولى للفاتحة أو الأسبوع أو الأربعين أو مرور السنة.
٣) الشيخ الوحيد: يجوز ولا فرق في ذلك بين سائر المؤمنين والمرجع وإنما هو تذكير بالموت وإهداء ثواب للميت.
٤) الشيخ بشير النجفي: يجوز في العلماء وممن لهم قدوة صالحة في المجتمع دون غيرهم.
وصلى الله على محمد وآل محمد
كتب البحث: حسين إسماعيل