شعراء القطيف (المرهون)

img

الحاج محمد البراهيم

توفّي سنة ( 1335 )

وقال أيضا في رثائه عليه السلام:

بني الحمد نهضا لا أرى في التغافلِ *** بلوغ منى كلاّ ولا  في التثاقلِ

ألستم حماة الجار عن كل طارق *** بكم صين دين الحق عن كل باطلِ

أما آن منكم أن تضيق رحابها *** بكل فتى شهم وقرم وباسلِ

كحمزة والعباس والليث جعفر *** وحيدرة الكرار مردي البواسلِ

حماة لهم غوث الصريع سجية *** وما منهُمُ عمّن دعاهم بكاسلِ

يلبّون من ناداهُمُ في كريهة *** فما لهُمُ عن وترهم  في تثاقلِ

أجبن عراكم أم عصتكم صوارم *** وهل خامرتكم ذلّة في التجاولِ

فكيف قعدتم والطفوف حوت لكم *** بنينا كأمثال البدور الكواملِ

تقاسمهم ريب المنون فأصبحوا *** على تلع الغبراء فوق الجنادلِ

تسيل على وجه الصعيد دماؤهم *** فتجري بأرض الطف مثل الجداول

بدور بدت في الخيل من أرض طيبة *** فعارضها بالطف خسف الأوافلِ

فهاتيك أشلاهم على الترب وزعت *** على الرغم والأجساد ميل المفاصلِ

وتلك كما الأقمار راحت رؤوسهم *** على كل ميال من الخط ذابلِ

وأعظم من هذا بأن نساءكم *** غدت مكسبا بين الطغام الأراذلِ

دعت بكمُ يا للحمية جهدها *** ولما تجد منكم مجيبا لسائلِ

فما شأن اُسد الغاب تغضي على القذى *** وتلتذّ ورد الماء عند المناهلِ

وأوتارها في الناس من غير طالب *** فكيف وأنتم منعة للأوائلِ

أيرضيكمُ تسبى اُسارى نساؤكم *** لعمر العلا ذي سبة في المحافلِ

فكيف بكم لو تنظروها بمجلس *** نهى اللّه‏ عن أمثاله كل داخلِ

تخاف على السجاد من كل حاقدٍ *** فتغرق في أفكار ناهٍ وفاعلِ

وتهتف بالسادات من آل هاشم *** وتندبهم ندب الحمام الثواكلِ

تقول ألا يا عزوتي هل أراكمُ *** بذي غارة شعواء فوق الصواهلِ

فإن التي طرّزتُمُ بظباكمُ *** لها الخدر تمشي في هجير القوائلِ

تودّ تراها الشمس قدما فأصبحت *** تراها الأعادي في ظهور الهوازلِ

وقوم تمنّوا أن يروا شخص زينب *** فما وجدوا ما أمّلوا في المنازلِ

رأوها بسوق الشام حسرى وحولها *** نساء أيامى قيّدت في سلاسلِ

وله رحمه الله في دخول النساء لمجلس يزيد:

مثل الإما يدخلن في مجلس *** به يزيد ضاحكا مطربا

مستهزئا يرنو لها شامتا *** وهو يدير الكأس كي يشربا

يقول أين الاُسد من غالب *** اُسد الشرى عنك مضوا غيّبا

كيف رأيت صنع ربي بهم *** إذ كابروا من دونيَ المنصبا

أخوك رام الملك في نفسه *** فخيب اللّه‏ له المطلبا

فأسبلت من عينها أدمعا *** كاللؤلؤ المنثور فوق الرُّبا

أنت أمير شامت ظالم *** ونحن لا أب ولا أقربا

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة