شعراء القطيف (المرهون)

img

{32} الحاج محمد البراهيم

توفّي سنة ( 1335 )

هو الوجيه الحاج محمد بن أحمد البراهيم، قبيلة من القبائل العربية المعروفة بالخير والصلاح، لم يُتحدث عنها إلاّ بخير، قد أخذت مكانتها من المجتمع في دنيا التجارة والأدب وأفعال الخير، ولهم فيه آثار باقية وستبقى. يسكن الكثير منهم حاليا بلاد صفوى والكويكب والمسعودية، كلهم من الأخيار وأماثل الرجال وأفذاذهم. والحاج محمد المترجم جد الكثير منهم، كان على جانب عظيم من كل ما ذكرنا، ولم تخطئهم قاعدة «ما للآباء ترثه الأبناء» غالبا (أطال اللّه‏ أعمار الباقين، ورحم اللّه‏ الماضين). توفّي المشار اءليه بالتاريخ المذكور، وخلف آثارا جميلة منها ما قاله في أهل البيت عليهم السلام من الشعر العربي. وإليك نموذجا يدلّك على مدى شاعريته، فمنه قوله:

في رثاء الحسين عليه السلام

لا رضعت نفسي ضروع العلا *** إن لم أروِّ قضبها والقنا

في معرك الحرب إذا حشرجت *** نفس كمي القوم واستجبنا

فقد أعدناها بأسيافنا *** واحدة لكن سما فوقنا

يا صاحب العصر أصبرا وفي *** دوركمُ صاح غراب الفنا

أخلت اُميّ منكمُ دوركم *** وأوحشت منكم ربوع الهنا

ضيقت الأرض على آلكم *** فلم تدع فيها لكم مأمنا

فانهض فديناك فما في «عسى» *** أو «سوف» أو «علّ» بلوغ المنى

واطلب بثارات الاُلى قد غدت *** أجسادهم طعم الظبا والقنا

ويا لثارات حسين ومن *** قد أرخصوا في نصره المثمنا

دكوا رُبا الأرض وقالوا لها *** نحن رواسيك فقري بنا

وخاطبوا حربا بأمثالها *** إما لك اليوم وإما لنا

نحن الاُلى نورد أعداءنا *** شبا المواضي ووشيج القنا

نحن الاُلى نورد أعداءنا *** بالخزي إن دارت رحى حربنا

فكيف لا نحمي حمى زينب *** وندفع العادي على خدرنا

لهفي لذاك الخدر من بعدهم *** كيف غدا نهبا لآل الخنا

فرت من القوم على وجهها *** مذعورة ليست ترى مأمنا

تدعو حماة الحي من قومها *** ما لكمُ نمتم على هضمنا

نمتم على الضيم أما جاءكم *** يا فهر ما نلناه من سلبنا

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة