شعراء القطيف (المرهون)

img

{30} الشيخ محمد صالح القديحي

توفّي سنة ( 1333 )

هو العلاّمة الثقة الشيخ محمد صالح ابن الشيخ أحمد آل طعان القطيفي القديحي. كان رحمه الله على جانب عظيم مما كان أبوه عليه علما وعملاً وألاقا وأبا وفضلاً. تلمذ على يد أبيه حتى بلغ مبلغا فاق به من دونه، وبعد أبيه كان أحد المشار إليهم فقام بواجبه، وأّى رسالته حسبما يتطلّبه التكليف الشرعي. ولد رحمه اللهفي سنة ( 1281 )، وتوفّي سنة ( 1333 ) ليلة الأبعاء من شهر شعبان، وأدث فراغا كان يشغله بعد أبيه، فـ ﴿للّه‏ ِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ[1]﴾. وله آثار ومآثر علمية وأبية؛ فمنها ديوانه الذي جاء أكثره على طريقة التخميس للأصل المنسوب لغيره في أهل البيت عليهم السلام. وإليك نموذجا منه تخميسا لقطعة من قصيدة المرحوم السيد حيدر الحلي، وهي النونية المشهورة في رثاء الحسين عليه السلام:

فزلزل معْ غربها شرقها *** وأنفس من سحبه ودقها

وأرضع من رعده برقها *** (ولما قضى للعلا حقها

وشيد بالسيف بنيانها)

فتاق له القرب من وامقٍ *** وحب وفا العهد من سابقٍ

فأسرع يصعق في راهقٍ *** (ترجل للموت عن سابقٍ

له أخلت الخيل ميدانها)

فألقى له النفس في ترعة *** بجنب الفرات على شرعة

ولم يحظَ بالماء من جرعة *** (ثوى زائد البشر في صرعة

له العزّ حبب لقيانها)

فمدّ إلى الموت كلتا يديهِ *** تجرّع من كأسها مل‏ء فيهِ

وعزّ الوجود بما يفتديهِ *** (كأن المنية كانت لديهِ

فتاة تواصل خلاّنها)

رقى للشهادة في رفرفٍ *** وماست إليه بلا مطرفٍ

وحنت إلى الوصل في معطفٍ *** (جلتها له البيض  في موقفٍ

له أثكل السمر خلصانها)

فجاءت على الجد دون المزاحِ *** ولا من مناص ولا من براحِ

وألوت عليه مواضي الصفاحِ *** (فباح بها تحت ليل الكفاحِ

طروب النقيبة جذلانها)

فأمسى بها فوق تلك البطاحْ *** ونالت بما ليس للمستباحْ

وصار النثار هناك النياحْ *** (وأصبح مشتجرا للرماحْ

تحلّي الدما منه مرّانها)

فلمّا رأت منه أزكى الصفاتْ *** أماطت عليه رداء المماتْ

وألفته فرداً على المرهفاتْ *** (عقيرا متى عاينته الكماةْ

فيختطف الرعب ألوانها)

فيا عجب الدهر من شكلهِ *** صريعا على الترب من فعلهِ

يردّ أعاديه عن قتلهِ *** (فما أجلت الحرب عن مثلهِ

صريعا يجبّن شجعانها)

يتبع…

__________________

[1] الروم: 4.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة