شعراء القطيف (المرهون)

الشيخ أحمد بن طعان
المتوفّى ( 1 / 10 / 1315 ) هـ
ويقول في رثاء علي بن الحسين الأكبر عليه السلام:
ما بعد يوم الطفّ يوم فخارِ *** لبني لؤ أو سراة نزارِ
أو تستفز عزيمة بنسيمها *** نسف الرواسي مثل نسف غبارِ
متسنمين ضوابحا في عثْيَر *** غطى بليل الدم وجه نهارِ
تأبى قباب العزّ حتى لا ترى *** لبني اُمية موطئا بقرارِ
ما بعد يوم ابن البتول لهاشم *** عذر وقد وسمت بكل صَغارِ
لم أنسَه في فتية قد اُلبسوا *** من بزّة العلياء خير شعارِ
فيهم علي بن الحسين كضيغم *** والشبل مثل الليث في الآثارِ
ليث يلاقي كل عضو في الوغى *** منه الجيوش بفيلق جرّارِ
قد عرّقت فيه شمائل أحمد *** وشجاعة من حيدر الكرارِ
ذو عزمة أدنى مراد صعودها *** أن ترتقي أعلى مدار حضارِ
أم الفرات رحيب قلب بالظما *** وعليه آلاف من الأشرارِ
من كل شاك بالسلاح كأنه *** عند استعار الحرب ليث ضارِ
سدّوا فجاج السبل دون وروده *** سدّا كملتحم الحديد بنارِ
فهناك حلّ الصقر فوق رؤوسهم *** بشبا لموع خاطف الأبصارِ
وانصاع يضرب بالكتيبة مثلها *** ضربا أضاق بهم خناق حصارِ
فلوى عنان العزم عند أبيه كي *** يطفي شواظا من ضرام اُوارِ
فاستنهضته حميّة علوية *** لشكاية من نسوة وصغارِ
فانساب ثعبان الوغى كعصا النبيْ *** موسى تلقّف صنعة السحّارِ
يفترّ في فرق ببيض صوارم *** وذوابل سمر وبالأحجارِ
حتى هوى كالبدر خرّ من السما *** للأرض منخسفا وطود هارِ
يدعو أبي مني السلام عليك يا *** من رزؤه يقضي على الأعمارِ
فانقضّ صقر الحرب فانجفلوا ثبا *** مثل الهباء إذا عداه الذاري
لكنه احتسب المصيبة قائلاً *** أضرمت في أحشاي جذوة نارِ
(يا كوكبا ما كان أقصر عمره *** وكذا تكون كواكب الأسحار)