شعراء القطيف (المرهون)

img

الشيخ أحمد بن طعان

المتوفّى ( 1 / 10 / 1315 ) هـ

ويقول رحمه الله في رثاء الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام:

من مبلغ مضر الحمرا وعدنانا *** وشيبة الحمد والمحمود عمرانا

أن قد ذوى من أعالي دوحهم غصن *** به استفادت اُصول الكون أغصانا

وقد هوى من صياصي مجدهم ركن *** به أقام إله العرش أركانا

أعني ابن موسى الرضا سبّاق حلبتها *** إن سابقت في العلا الفرسان فرسانا

لتبكه مقل الأنوا بما ملأت *** أنواء كفيه للعافين غدرانا

وليبكه الدين والذكر الحكيم كما *** أبان للناس آيات وبرهانا

اللّه‏ أكبر إن الدين قد كسفت *** ذكاه لما ابن موسى حل تربانا

اللّه‏ أكبر إن العلم قد نضبت *** بحاره لابن موسى بعدما بانا

يا غيرة اللّه‏ قلب الكون قلّبه *** سم يقطع للأحشاء ألوانا

وبضعة من رسول اللّه‏ بضّعها *** بالسم من بضع القرآن طغيانا

قضى الرضا نحبه سمّا فحين قضى *** قضى الهدى عادما للحق تبيانا

قضى غريب خراسان بغصّته *** نفسي الفدا لغريب في خراسانا

ليت النبي يراه قاذفا كبدا *** كانت لدين الهدى قلبا وعنوانا

ليت النبي يراه للردى غرضا *** معالجا سكرات السم لهفانا

لقد ذوى عود ريحان النبوة إذ *** قضى الذي كان للأملاك ريحانا

على النبي عزيز والأئمة أن *** يروا سليلهُمُ بالسم سكرانا

وعزّ أن تنظر الزهراء مهجتها *** مضرومة بضرام السم عدوانا

أفديه ملقى كساه السم ثوب ضنى *** مردى إذا ما اكتساه أخشب لانا

تاللّه‏ إن يمينا سمّه كسبت *** جذّت من الحق والإيمان إيمانا

وإن سمّا سرى في الجسم منه سرى *** في قلب كل ولي طاب إيمانا

فيا بني الحقّ حقّ أن يجرّحكم *** خطب يجرّح للمختار جثمانا

وإن يشب ضرام في قلوبكمُ *** فقلبه شبّ فيه السم نيرانا

ولا تهنّوا برمّان ولا عنب *** فسمّه شاب أعنابا ورمانا

وفجري يا عيون المجدعين دما *** بصحن خدّ العلا لا زال هتّانا

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة