شعراء القطيف (المرهون)

img

{26} الشيخ حبيب شعبان

المتوفّى سنة ( 1310 )

الشيخ حبيب شعبان، أحد رجالات هذه الاُسرة العريقة في الحسب والنسب، المعروفين بالخير والصلاح، ومن بينهم هذا الحبيب الجليل، له المكانة الهامّة والتقدير والاحترام، أحد خدام أهل البيت عليهم السلاموشعرائهم المجيدين. توفّي على حد التقريب في التاريخ المذكور، واللّه‏ أعلم بوقائع الاُمور. نسجّل له هذه القصيدة التي هي كل ما عثرنا عليه من شعره، ولولاها لكان نسيا منسيا، فاستمعه يقول رحمه الله:

في رثاء فاطمة الزهراء ومديحها عليها السلام

هي الغيد تسقي من لواحظها خمرا *** لذلك لا تنفك عشاقها سكرى

ضعائف لا تقوى قلوب ذوي النهي *** على هجرها حتى تموت به صبرا

وما أنا ممن يستلين فؤاده *** وتفتنه الألحاظ في عقله سحرا

ولا بالذي يشجيه دارس مربع *** فيسقيه من أجفانها أدمعا حمرا

أ أبكي لرسم دارس حكم البلا *** عليه ودار بعد سكانها قفرا

واُصفي ودادي للديار وأهلها *** فيسلو فؤادي ودّ فاطمة الزهرا

وقد فرض الرحمن في الذكر ودّها *** وللمصطفى كانت مودّتها أجرا

وزوّجها فوق السماء من أمينه *** علي فزادت فوق مفخرها فخرا

وكان شهود العقد سكان عرشه *** وكان جنان الخلد منه لها مهرا

فلم ترضَ إلاّ أن يشفّعها بمن *** تحبّ فأعطاها الشفاعة في الاُخرى

حبيبة خير الرسل ما بين أهله *** يقبلها شوقا ويوسعها بِشرا

ومهما لريح الجنة اشتاق شمها *** فينشق منها ذلك العطر والنشرا

إذا هي في المحراب قامت فنورها *** بزهرته يحكي لأهل السما الزهرا

واُنسية حوراء فالحور كلها *** وصائفها يعددن خدمتها فخرا

وإن نساء العالمين إماؤها *** بها شرفت منهن من شرفت قدرا

فلم يك لولاها نصيب من العلا *** لاُنثى ولا كانت خديجة بالكبرى

لقد خصها الباري بغرّ مناقب *** تجلّت وجلّت أن نطيق لها حصرا

وكيف تحيط اللسن وصفا بكنه من *** أحاطت بما يأتي وما قد مضى خبرا

وما خفيت فضلاً على كل مسلم *** فيا ليت شعري كيف قد خفيت قبرا

وما شيّع الأصحاب ساميَ نعشها *** وما ضرهم أن يغنموا الفضل والأجرا

لها اللّه‏ من مظلومة كم ظلامة *** لديك لها لا تستطيع لها حصرا

وأفجع ما قاسته منك وكلها *** فجائع أن أرقيت صدر ابنها شمرا

فعلّى على الخطار زاهي كريمه *** خضيبا ورضت صدره الخيل والظهرا

فكابد حرّ السيف وهو على ظما *** وظل بحر الصيف ملقى على الغبرا

خضيبا بقانٍ من دماه بكت له الـ *** ـسماء دما والأرض والاُفُق احمرّا

عليك أبا السجاد ما أحسن البكا *** وما أقبح الدنيا لفقدك والصبرا

أتقضي ولم تشرب من الماء قطرة *** تريبا وفيك الناس تستنزل القطرا

وتعدو عليك العاديات مجرّدا *** ترضّ لك الصدر الذي استودع السرّا

ويرفع فوق الرمح منك محجب *** إذا ما تبدّى حجب الشمس والبدرا

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة