شعراء القطيف (المرهون)

img

{22} الشيخ ناصر بن نصر اللّه‏

هو العالم الفاضل الشيخ ناصر بن أحمد بن نصر اللّه‏، أبو السعود القطيفي. كان رحمه الله عالما فاضلاً، من العلماء الصلحاء، له شعر كثير في مراثي الامام الحسين عليه السلام، وله منظومة في الاُصول الخمسة.

وآل نصر اللّه‏ وآل أبي السعود قبيلتان عريقتان في النسب لهم الزعامة والرئاسة، كما أن منهم الشعراء والاُدباء والعلماء، ومنهم الصلحاء الأتقياء، ومن بينهم المترجَم الشيخ الناصر؛ فقد كان على جانب عظيم من ذلك كله. توفّي رحمه الله سنة ( 1295 ) كما جاء تاريخه في هذه الفقرة:

تبكي المدارس فقد ناصرها

وخلف وراءه شعره الجمّ الذي لم نظفر منه إلاّ بهذه القصيدة:

في رثاء الحسين عليه السلام

أرّقنى رزء لآل المصطفى *** حتى لذيد الغمض مقلتي جفا

وأصبح الجسم ضئيلاً نحفا *** كأنه بالقعضبي أرهفا

أنكرني أخصّ من يألف بي *** كأنه بي أبدا ما ألفا

خفيت حتى إنني لست اُرى *** وبالوجود في الورى لن اُوصفا

حوادث إلى الجديدين معا *** صيرن حلو العيش مرا صرفا

لا سيما مصيبة ابن أحمد *** خير بني حوا علاً وشرفا

لم أنسَه يجوب كل فدفد *** يشقّ منه صفصفا فصفصفا

يؤمّ قوما لم يعرجوا على *** دين ولا الإسلام منهم عرفا

فلم يزل تحمله العيس لهم *** يذيقها سيرا ممضّا موجفا

حتى أناخ رحله بحيهم *** نصيره السيف ورمح ثقفا

وعزمة دان لها الكون معا *** لن تنصلنّ أبدا وتضعفا

يدعوهُمُ رشدا فلم ينتفعوا *** ولو دعا الجلمود ما تخلفا

فعندها عالجهم هنيئة *** بخيفقيق [1] لهُمُ قد أجحفا

حتى ملا البيداء من رؤوسهم *** والترب من دمائهم ما نشفا

لكن لكثر جمعهم تخلّفت *** طائفة على الهدى لن تعطفا

فناجزوه صادق الطعن ضحى *** وهو يريهُمُ عظيما موقفا

يحمل قيهم حملة مدهشة *** كاد لها الوجود أن ينخسفا

لولا القضا ما ظفروا به ولو *** بمن بقي مدوا ومن قد سلفا

لهفي عليه ثاويا يندبه *** ذو الكون طرا صارخا وا لهفا

وا بأبي معفرا على الثرى *** ورأسه بالرمح يتلو المصحفا

وصدره ترضه الجرد بلا *** غسل وتكفين سوى سافي السفا

ورحله مبدد منهبة *** لكل مارق عن الحق جفا

أفلاكها تعطلت لفقده *** أملاكها تبكي عليه أسفا

جبريل شقّ قلبه من جزع *** ميكال يبكيه ولن يعنفا

سبع سماوات عليه فانزلي *** أرض فسيخي واندبي ابن المصطفى

مياه فانضبي فقد قضى ظما *** فما قليل من زلال رشفا

أندية العلم ألا فاندرسي *** مفيدة مربعه لقد عفا

وأجبل الحلم ألا تهايلي *** فطود أصل المجد جورا نسفا

حرائر الخدور فابرزي ضحى *** ستر حرائر البتول انكشفا

لم أنسَها بارزة سوافرا *** تخجل للشمس ضياء هيفا

نادبة بقومها فلم تجب *** كيف وهم جزر على حر الصفا

أمانع الجار نساكم هتكت *** بالرغم منكم جهرة بلا خفا

ألا اقحموا الخيل ميادين اللقا *** وشمروا للحرب فالصبر عفا

وزحزحوا الأسياف من أغمادها *** وأغمدوها هامة أو قحفا

ألا اشرعوا المران لا تمهّلوا *** طعنا دراكا خارقا مجوفا

أين السراة واُولو البأس إذا *** ريح النزال يوم كرّ عصفا

أين اُولو الغيرة أن يسموا أذى *** أين اُولو النجدة أرباب الوفا

فكوا عيالات أبى المجد لها *** إلاّ علا لها وإلاّ شرفا

_______________________

[1] الخنفقيق : جري الخيل. كتاب العين 4 : 123 ـ خنفق.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة