مستحبات ما قبل البدء في الوضوء

img

ذَكَرَ الفقهاءُ مجموعةً من السُّننِ قبل البدء في الوضوء وهي على النَّحو التالي:
١) الاستياك: عن المُعلَّى بنِ خُنيس قال: سألتُ أبا عبد الله الصَّادق عليه السلام عن الاستياك بعد الوضوء فقال عليه السلام:
((الاستياك قبل الوضوء قلت: أرأيت إنْ نسيَ حتى يتوضأ؟ قال عليه السلام: يستاك ثم يتمضمض ثلاث مرات))(١)
وقال المرجع الدِّيني الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله العالي في سُننِ الوضوء:
((السِّواك وهو دَلْكُ الأسنان. بل هو مُستحبٌّ حتى لغير الوضوء والأفضل أنْ يكون بعُودِ الأراك ولِيفه وعُود الزَّيتون، ثمَّ مُطلق قُضبان الشَّجر. وأدناه أنْ يَدْلكَها بإصبعه))(٢)
٢) أنْ يكون الوضوء بمُدٍّ من ماء: عن أبي الحسن عليه السلام قال:
((الغُسْلُ بصاعٍ من ماء، والوضوءُ بمُدٍّ من ماء، وصاعُ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم خمسة أمداد، والمُدُّ مائتان وثمانون درهمًا، والدرهم ستة دوانيق، والدانق وزن ست حبَّات، والحبَّة وزن حبَّتي شعير من أوساط الحبِّ لا مِن صغاره ولا مِن كباره))(٣)
وقال آية الله العظمى المرجع الدِّيني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله العالي في سُننِ الوضوء:
((يُستحبُّ الوضوء بمُدٍّ وهو ثمانمائة وسبعون غرامًا تقريبًا ، والظاهر أنَّ المقدار المذكور إنما يُستحبُّ مع الإتيان بآداب الوضوء))(٤)
٣) وَضْعُ الإناء الذي يتوضأ منه على اليمين: قال آية الله العظمى الشيخ عبد الله المامقاني قدِّسَ سِرُّه الشريف:
((استحبابُ جَعْل الإناء عن اليمين إجماعي بين الفقهاء رضوان الله عليهم))(٥)
وقال آية الله العظمى المرجع الدِّيني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله العالي في سُنن الوضوء:
((وَضْعُ الإناء الذي يتوضأ منه على اليمين))(٦)
٤) حُضورُ القلب في جميع أفعال الوضوء:
أ) لأنَّ السَّكِينة والخُشوع في الوضوء مُقَدِّمةٌ للسَّكِينة والخُشوع في الصَّلاة وهذا هو الأمر المطلوب الذي يريده الشَّرع الشَّريف.
ب) لأنَّ الوضوء عبادة والثَّواب فب العبادة مترتب على حضور القلب ، إذا كان القلبُ ساهيًا حين الوضوء سَارِحًا في مَيدان الخيال الواسع فلم يؤدِّ الوضوء غرضه المطلوب.
ج) تأسِّيًا بسيرة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إذا قاموا للوضوء تتغير أحوالهم يغشاهمُ الخوف من الله سبحانه وتعالى.
ولكن في زماننا الحاضر لا نجدُ أثرا لتلك التعاليم ولتلك الإرشادات على وضوئنا إلا عند قلةٍ نادرةٍ من الناس ، بل نجد البعض يتوضأ وهو يمزح مع صديقه أو يتوضأ وهو غافل بلا حضور قلب أبدًا.
نسأل اللهَ تعالى لنا الهداية والصلاح والسَّير على منهاج محمد وآل محمد  صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
مصدر هذه الفروع ما يلي:

حسين آل إسماعيل

_________________
(١) (كتاب الكافي للكليني ج٣ ص٢٦)
(٢) (منهاج الصالحين للسيد محمد سعيد الحكيم ج١ مسألة ١٦٧ ص٦٠)
(٣) (كتاب التهذيب للشيخ الطوسي ١٣٥/١ باب ٦ حديث ٣٧٤)
(٤) (منهاج الصالحين للسيد محمد سعيد الحكيم ج١ ص٦٢)
(٥) (كتاب مِرآة الكمال لِمَنْ رامَ دَرْكَ مصالح الأعمال ج٢ ص٢٩١)
(٦) (منهاج الصالحين للسيد محمد سعيد الحكيم ج١ مسألة ١٦٧ ص٦٠)

الكاتب حسين آل إسماعيل

حسين آل إسماعيل

مواضيع متعلقة