شعراء القطيف (المرهون)

img

{18} الشيخ عبد العزيز الجشي

المتوفّى سنة ( 1270 )

جاء في ( أنوار البدرين ) عن المترجم ما نصه: «ومنهم الأديب الكامل، الشاعر الشيخ عبد العزيز ابن الحاج مهدي بن حسن بن يوسف بن محمد الجشي قدس‏سرهم، البحراني القطيفي. كان له رحمه الله من الأدب الحظّ الوافر، ومن الشعر والمعرفة النصيب الكامل… وقد اشتغل في طلب العلوم إلاّ إن الشعر والتجارة غلبا عليه، فكان بهما موسوما»[1].

أقول: لا يمنع طلب العلم من الامتهان بعمل ما ليستفيد منه ما يصون به وجهه عن سؤال الناس لئلاّ يكون لأحد عليه فضل فينقطع أمله عمّا في أيديهم حتى ينال أسمى الدرجات، فما نال الأولياء ما نالوا إلاّ بذلك. وما أحرى بمترجمنا أن يكون أحدهم مادامت هذه نيته! وسيمرّ عليك مزيد بيان عن آل الجشّي عند ذكرنا لشعرائهم قديما وحديثا، الذين هم لا يقلّون عن جدهم المترجم. توفّي رحمه اللهفي التاريخ المذكور تقريبا، وترك ما يخلّد ذكره ممّا يتّصل بأهل البيت عليهم السلام مباشرة من شعره الجيّد، ومراثيه
الرقيقة التي منها قوله:

في استنهاض أمير المؤمنين عليه السلام

مـتخلّـصا فيـها إلى رثـاء الـحسـين عليه السلام

أبا حسن أنت المثير عجاجها *** إذا افترعت تحت العجاجة صِيدُ

فخذها كما شاء الحزين شكاية *** تكاد لها شم الرعان تميدُ

أغارت بقايا عبد شمس ونوفل *** على الدين حتى بات وهو عميدُ

فيا هل أتاها أن سيفك فللت *** ضواربه يوم القراع جنودُ

وأن الفتى القرّاض حطم صدره *** ببدر واُحد عتبة ووليدُ

فلو كنت حيا يوم وقعة كربلا *** رأت كيف تبدي حكمها وتعيدُ

عشية باتت من بنيك عصابة وسائدها صلد بها وصعيدُ

لقى كأضاحي العيد لا عاد بعدهم *** عليّ بلذّات التنعم عيدُ

فحاشاك فوت‏النصر حاشاك قم إلى *** بقية بيت ما لهن سعودُ

بناتك يا كرار صرن غنيمة *** تقاسمها بعد العبيد وغودُ

مساليب يحدوها إلى الشام شامت *** بما نابها في كربلا وحسودُ

أترضى وأنت الثاقب العزم غيرة *** يلاحظها حسرى القناع يزيدُ

أغثها رعاك اللّه‏ أوجع قلبها *** هبوط لأنواع البلا وصعودُ

منعمة غضّ الأديم يحثّها *** لدى السير فوق اليعملات قيودُ

وعرج على بطحاء مكة وانتدب *** فتاها فكم أشفى الغليل عنودُ

بني هاشم يا للحفيظة نكست *** على الرغم رايات لكم وبنودُ

رمتكم كما شاء القضاء اُمية *** فقر طليق بعدها وطريدُ

وثارت عليكم بعد أن طال مكثها *** من الرعب أوغاد بكم وحقودُ

على أنكم أنعمتُمُ يوم مكة *** عليهم ولكن اللئيم جحودُ

وإن أنسَ لا أنسَ‏النساء لدى السبا *** تقاسمها بعد العبيد وغودُ

حرائر كالأقمار عادت متونها *** من الضرب والأسر المبرح سودُ

بأحشائها من لاعج الحزن جذوة *** تشبّ وفي أبياتهن وقيدُ

يُسب أبوها عند سلب قناعها *** ولا ستر إلاّ ساعد وزنودُ

يُسب أبوها حين سلب قناعها *** وتلطم منها بعد ذاك خدودُ

تحلين أطواقا لجيد وأسورا *** لأيدٍ ولكن الحليّ حديدُ

سبايا بأقتاب المطيّ بلا وطا *** اُسارى هوان ما لهن عضيدُ

يسلّب هذا قرطها ويبزّ ذا *** رداها ومن هاتيك عطّل جيدُ

يتبع…

______________

[1] أنوار البدرين 2: 276 / 54.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة