شعراء القطيف (المرهون)

img

الشيخ عبداللّه‏ المشهدي

المتوفّى سنة ( 1255 )

وله أيضا في رثاء الحسين عليه السلام

دعني فما لاح السرور بخاطري ***  كلاّ ولا ألِف السهاد بناظري

دعني ولومك يا عذول فإنه *** سمعي أصم إلى ملام العاذر

لا أستطيع تصبّرا من عظم ما *** قاسيت من عظم المصاب الفاقرِ

كيف التصبّر والحسين بكربلا *** فتكت به عصب الزنيم الكافرِ

وهو الإمام أبو الأيمّة أشرف الـ *** ـثقلين سبط للنبي الطاهرِ

بحر الندى علم الهدى مردي العدا *** بالسمهرية والحسام الباترِ

كهف الورى مولى القرى ليث الشرى *** باب العلوم وخير طهر فاخرِ

حامي الحمى بحر طمى مروي الظما *** يوم المعاد بحكم رب قادرِ

ولقد روي عن أحمد خير الورى *** عن جبرئيل وعن إله غافرِ

أن الحسين يصاب بعد مضيّنا *** بمصائب ونوائب وفواقرِ

يُسقى الظما ظلما بعرصة كربلا *** في شهر عاشورا بيوم العاشرِ

في صحبة بذلوا النفوس لنصره *** ما منهُمُ يوم الجزا بمقصرِ

فبكت له الطهر البتولة فاطم *** ذات الحجا بعزيز دمع هامرِ

يا والدي من ذا يحزّ كريمه *** بالمشرفيّة والحسام الباترِ

قال النبي شرّ الزنيم يحزّ منـ *** ـه للكريم فيا له من غادرِ

عن أمر نجل زيادها ويزيدها *** يا للدواهي من عدوّ جائرِ

فبكى النبيّ المصطفى معَ حيدر *** والمجتبى حسن بفيض محاجرِ

والبضعة الزهراء أبدت للنعى *** وا فجعتي بك يا عماد مشاعري

ويلاه مهجة خاطري يضحي لِقىً *** فوق الرغام وما له من ناصرِ

وبناتي الخفرات تصبح بعده *** بالذلّ حسرى ما لها من خافرِ

من كان يسعدني على ما نابني *** ليفوز بالحسنى بيوم الآخرِ

قال النبي لسوف تأتي شيعة *** غرّاء طابت محتدا بعناصرِ

جرّعت بعدك بالمنيّة عاجلاً *** قد شقّ رزؤك مهجتي ومرائري

ومضى الجوادُ ولا جوادٌ فوقه *** نحو النسا يدعو بصوت ذاعرِ

يا زينب وسكينة يا فاطم *** قومن إليّ ويا رقية بادري

قد جئت نحوكمُ بحال منكر *** حال تشيب له رؤوس أصاغرِ

فخرجن ربّات الخدور لنعيه *** فرأينه يبكي بدمع هامرِ

أسرى عواثر في الذيول ثواكلاً *** لهفي لها من ثكل وعواثرِ

فرأين شمرا ذابحا يا ويله *** منه الوريد بحدّ سيف باترِ

فدفعنه عنه وقلن له ألا *** خلّ الذخيرة فهو خير ذخائرِ

لا تذبحنّ كفيلنا وعمادنا *** عن كلّ سوء في الزمان الغادرِ

فقسا وحزّ كريمه وسما به *** وا فجعتاه على سنان العامرِ

فبكت ونادت زينب من بعد ما *** رأت الكريم كبدر فجر زاهرِ

أ اُخيّ حسبي من حياتي أن أرى *** للجسم عريانا بغير الساترِ

أ اُخيّ غاب السعد لما غبتُمُ *** تحت الجنادل يا أخي عن ناظري

أ اُخيّ لما أن فقدت خيالكم *** عدم التبصّر يابن اُمّي خاطري

أ اُخيّ قد لذّ التأسّف والأسى *** أبدا فما نوحي عليك بضائري

أ اُخيّ مصباحي المنير قد انطفا *** فبقيت بعدك في ظلام عاكرِ

أ اُخيّ اُختك اُم كلثوم لها *** وجد يزيد على ضرام ساعرِ

ترنوك منعفرا على حرّ الثرى *** قد رضّضتك خيولهم بحوافرِ

فتنوح نوح الفاقدات ودمعها *** يجري كغيث في الرُّبى متحادرِ

أ اُخي فقدك ملبسي ثوب الضنا *** وملازمي ومنادمي ومسامري

أ اُخي فقدك يا خليصي راعني *** ورُميت بعدك بالبلاء الفاقرِ

ثم انثنت تدعو أطائب قومها *** يا عزوتي وأرومتي وعشائري

هل عندكم خبر بما صنع العِدا *** بالسبط أزكى العالمين الطاهرِ

أردوه منعفرا بعرصة نينوى *** أفديه من عانٍ هناك وعافرِ

قوموا لتجهيز الشهيد فإنه *** أمسى ثلاثا ما له من ساترِ

قوموا جميعا شيّعوا لجنازة *** ما شيّعت يوما لنحو مقابرِ

قوموا جميعا وانظروا صنع العدا *** من بعدكم بعقائل وحرائرِ

ضربا وسحبا وانتهاك محارم *** من بعد فصم خلاخل وأساورِ

والطهر من بعد المعزّة صاغر *** يُسرى به لهفي له من صاغرِ

يُسرى به وبهم لنحو مخالف *** ينمى لشرّ أراذل وعواهرِ

حتى أتوا للشام لا شام الحيا *** أطلال مربعها المحيل الداثرِ

يا آل بيت محمد أنا عبدكم *** حسبي بحبكمُ بيوم الآخرِ

فخذوا بكفّي وانقذوني من لظى *** فغدا بكم يمحى عظيم جرائري

فالقِنّ (عبد اللّه‏) يرجو زلفة *** مع آل مشهد عزوتي وعشائري

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة