الاستخفاف بالصلاة
جاء عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال:
(( إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة ))
تشتمل هذه الرواية على عدة نقاط وهي على النحو التالي:
١) ما هي بعض الآيات التي استدل بها الإمام الصادق على شفاعة أهل البيت عليهم السلام؟
٢) من هم الأصناف الذين بين الإمام الصادق عليه السلام أنهم لا ينالون شفاعة أهل البيت؟
٣) ما هي أقسام الاستخفاف بالصلاة؟
لقد استدل الإمام الصادق عليه السلام بعدة آيات على شفاعة أهل البيت عليهم السلام ومنها ما يلي:
١) استدل بقوله تعالى:
(( لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ))
روي في كتاب المحاسن للبرقي ج١ ص٢٩٢ معتبرة معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن قوله تعالى:
(( لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ))
فقال عليه السلام:
(( نحن والله المأذون لهم في ذلك اليوم والقائلون صوابا ))
قلت له:
((جعلت فداك وما تقولون إذا تكلمتم؟ ))
فقال عليه السلام:
(( نمجد ربنا ، ونصلي على نبينا ، ونشفع لشيعتنا ، فلا يردنا ربنا ))
٢) استدل بقوله تعالى:
(( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ))
روي في تفسير العياشي ج١ ص١٣٦ عن معاوية بن وهب قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام عن قوله تعالى:
(( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ))
فقال عليه السلام:
(( نحن أولئك الشافعون ))
وهناك أصناف محرومون من تلك الشفاعة وهم:
١) أعوان الظلمة: روي في بحار الأنوار ج٢٥ ص٢٦٩ عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
(( رجلان لا تنالهما شفاعتي: صاحب سلطان عسوف غشوم ، وغال في الدين مارق ))
٢) المنكر للشفاعة: روي في كنز العمال للمتقي الهندي ج١٤ ص٣٩٩ عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
(( شفاعتي يوم القيامة حق فمن لم يؤمن بها لم يكن من أهلها ))
٣) الناصب العداوة لهم: روي في بحار الأنوار ج٨ ص٤٢ عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال:
(( لو أن الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين شفعوا في ناصب ما شفعوا ))
٤) المستخف بصلاته: والاستخفاف على نوعين هما:
١) استخفاف علمي: بمعنى أن تتعلم أحكام الصلاة فتعرف الواجبات الركنية كالركوع والواجبات غير الركنية كالطمأنينة والمستحبات المؤكدة كالقنوت والمكروهات كالعبث باللحية وهكذا.
٢) الاستخفاف العملي: ومن مصاديق الاستخفاف العملي ما يلي:
أ) أن يؤدي الصلاة بتكاسل: روي في تفسير العياشي ج١ ص٢٢٤ عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال:
(( لا تقم إلى الصلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا فإنها من خلل النفاق وإن الله نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعني من النوم ))
٢) أن يؤدي الصلاة بدون خشوع: روي في كتاب بشارة المصطفى ص٢٨ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
(( يا كميل: ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق إنما الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب نقي ، وعمل عند الله مرضي ، وخشوع سوي ))
٣) عدم الاعتناء بالأوقات: روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال:
(( امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها ))
ومتى قال الإمام الصادق عليه السلام:
(( إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة ؟))
تقول السيدة حميدة:
قال تلك الكلمة وهو يلفظ أنفاسه الآخيرة جمع كل من بينه وبينه صلة وقرابة ونطق بتلك الكلمة
الشيخ حسين إسماعيل