شعراء القطيف (المرهون)

img

(12) الشيخ علي بن حبيب التاروتي المتوفّى سنة ( 1250 ) تقريباً

جاء في (أنوار البدرين) قوله: «ومنهم العالم الأديب، الشاعر الأريب، الشيخ علي بن محمد بن حبيب التاروتي القطيفي. وكان من شعرائها المجيدين، وفصحائها المادحين الراثين، وهو أيضاً من العلماء الفاضلين»[1]. وذكره الشيخ يوسف البحراني في كشكوله فأطراه، وذكر له هذه القصيدة مبتدئاً فيها بالغزل، متخلّصاً منه لمدح مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وهي بحقّ تدلّ على قوّة شاعريّته وعبقريته:

في مدح أمير المؤمنين عليه السلام:

سمعاً مهفهفة الهفّوف من هجرِ *** أنغمة الصوت ذي أم رنّة الوترِ

وذا الذي عطّر الآفاق فائحه *** ترديد نفسك ذا أم نفحة المطرِ

وصفحة الوجه تبدو منك مسفرة *** أم قرص شمس الضحى أم غرّة القمرِ

وذا الذي فوق متن الظهر منسدل *** ستر الدجى مرتخٍ أم دجنة الشعرِ

وهذه الوجنة الحمراء خدّك أم *** نار بثلج فلا بدعاً من القدرِ

وذا هو الخال فوق الخدّ كوّن أم *** قيراط مسك مليح الكون والقدرِ

وذي ثغورك في فيك العقيقيّ أم *** عقد من البرَد المنظوم والدررِ

وذا الذي فوق ملموس الشفاه جرى *** رحيق ريقك أم صهباء معتصرِ

وذا هو الجيد مصقول الجوانب أم *** سبيكة الفضّة المنزوعة الكدرِ

وذاك نهداك في بلّور صدرك أم *** رمّانتان هما من أحسن الثمرِ

وذا الحرير على‏البطن الخميص على الـ *** ـخصر النحيل كخصر النحل محتصرِ

وذا الرطيب الذي ماس النسيم به *** اُملود غصنك أم ذي بانة الشجرِ

مُنّي بوصل ولو بالطيف زائرة *** فليرضَ بالطل من لم يحظَ بالمطرِ

وذا الصقيل رقيق الحدّ أنفك أم *** سيف كسيف علي سيد البشرِ

مروي البواتر من دمّ العساكر حزّ *** از الحناجر مولى الفتح والظفرِ

قرم الحروب وكشاف الكروب وعلاّ *** م الغيوب جمال الآي والسورِ

وهو العبوس إذا اصطاد النفوس وحصّـ *** ـاد الرؤوس مزيل البأس والكدرِ

وهو الرؤوف ووهّاب الاُلوف ورغّـ *** ـام الاُنوف لأهل الكفر والغيرِ

ليث الجهاد ومصدام الجياد ومقـ *** ـدام الجلاد ومهدي القرم للحفرِ

ومظهر الدين كهف المسلمين أميـ *** ـر المؤمنين وجالي ظلمة الحفرِ

وهو المبين محك المؤمنين ملا *** ذ الهالكين مجير الخلق من سقرِ

ووارث الأنبيا والمرسلين إما *** م المتّقين وأعلى خيرة الخيرِ

سل المحاريب عنه والحروب هو الـ *** ـضحّاك في الحرب والبكاء في السحرِ

معطي الأسير وصوّام الهجير على *** قرص الشعير ووجه السادة الغررِ

إن جال أسقطت الهامات راحته *** أو جاد يسقط منه الجود كالمطرِ

مردي القرون وساقيها المنون وفتّـ *** ـاح الحصون نصير أي منتصرِ

فتلك سلع فسلها عن شجاعته *** واستخبرن خيبراً تخبرك بالخبرِ

__________________

[1] أنوار البدرين 2 : 185 / 29.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة