شعراء القطيف (المرهون)

img

(11) الشيخ حسن التاروتي المتوفّى سنة (1250)

هو الشاعر المفلق الشهير، الطائر الصيت الشيخ حسن بن محمد بن مرهون التاروتي. كان من الشعراء الأفذاذ، ممّن ذاع صيته واشتهر واستغنى عن التعريف والبيان. حكي أنه سافر إلى العراق، فلمّا وصل إلى النجف الأشرف رأى ذات ليلة في المنام أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : « اقرأ عليّ قصيدتك العينية» فقرأ فيها، حتى إذا وصل إلى قوله:

إذا قعد الشمر في صدره *** فما لقعودك من موضعِ

بكى أمير المؤمنين عليه السلام بكاء شديداً وقال: «يعزّ علي، ماذا أصنع وقد شاء اللّه‏ ذلك؟».

وله غير العينية قصيدتان تماثلانها، اُولاهما البائية ومطلعها:

لمن القباب الطالعات على قبا *** كالشهب إلاّ إنها فوق الرُّبى

والثانية بائية أيضاً ومطلعها:

لا تذقها على الشحوب لبابا *** هي نضو وتلثم الأعتابا

كان رحمه الله يحمل فضيلة مشفوعة بتقى وصلاح، يمتهن صيد السمك والزراعة وسقاية الزرع ترفّعاً واستغناء عمّا في أيدي الناس. وكان مضيافاً، كما كان جميل الوجه حسن الصورة.

توفّي في أواسط القرن الثالث عشر عن هذا الأثر القيم والسفر الخالد الذي أشرنا إلى نبذة منه، ألا وهو مراثي أهل البيت عليهم السلام؛ مما أوجب له أن يعيش في عمره الثاني المؤبّد. وقد اخترت منه عينيته؛ لما فيها من مزيّة من طلب أمير المؤمنين عليه السلام لها كما ذكرت لك، وإليكها:

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة