شعراء القطيف (المرهون)

img

(10) الشيخ محمد العمران (المتوفّى سنة 1303 تقريباً)

العلاّمة الشيخ محمد ابن الشيخ عبد اللّه‏ بن فرج الخطّي، المتوفّى سنة ( 1303 ) تقريباً. كان رحمه الله أحد العلماء الأعيان من آل عمران ذوي الإيمان والإتقان، (تغمده اللّه‏ بالرحمة والرضوان). له من الشعر الجيّد الشيء الكثير نقتطف منه قوله رحمه الله:

في  رثاء  الحسين  عليه السلام

أبريقُ البروق ذاك الضياءُ *** أم سنا لاح أم سفرن الظباءُ

وبِليل النسيم مرّ بليل ***  أم شذاها ضاعت به الأرجاءُ

وأراك النقا غصون أراك *** أم قدوداً يقدّ منها القناءُ

وبلحظ الظِّبا غدوت عليلاً *** أم بفتك الظُّبا عراك الضناءُ

وبعذب الحديث عدت طروباً *** أم شدت فوق أيكها الورقاءُ

ورضاب الغيداء قد كنت منه *** ثملاً أم نشت بك الصهباءُ

يا نسيم الصباء جدّدت ذكرى *** عهد ليلى وهل لذكرى انقضاءُ

هي للقلب فتنة وعذاب *** وهي للعين روضة غنّاءُ

ليت أن الخيال يسمح منها *** بوصال إن عزّ منها اللقاءُ

قد ورى في الفؤاد نار غرام *** فبدا الفود فيه منها الضياءُ

يا رعى اللّه‏ أزمنا أورق الوصـ *** ـل بها مونقاً وأحوى الجفاءُ

إن يكن حال بيننا البعد كرهاً *** فلها كان في القلوب ثواءُ

لم يحل حال ذلك العهد يوماً *** بل ولا كان عنهُمُ لي ثناءُ

أنا باقٍ على الوفاء وإن هم *** نقضوا العهد عندهم والوفاءُ

نقضوا العهد نقض أرجاس حرب *** لعهود بها إلى السبط جاؤوا

كاتبته عصاة عصبة غدر *** خُلفها خَلف قولها والجفاءُ

بعثوا إذ بغوا سطور طروس *** كان فيهنّ بالعهود نداءُ

فأتى واثقاً بذاك وأنّى *** يُرتجى من ذوي النفاق الوفاءُ

ثم إذ حلّ عندهم كان منهم *** حلّ تلك العهود والأرزاءُ

وأجابوا دعاء داعٍ دعاهم *** لدعيّ سبيله العدواءُ

عقدوا بيعة لرجس وحلّوا *** عقد مَن فرضُهم به الاقتداءُ

قد بغوا إذ بغوا قتال إمام *** نكصت دون مجده الشرفاءُ

فلهم قال هل كرهتم مقامي *** أم مقامي به عليكم خفاءُ

فأجابوه قد عرفناك أتقى *** من أقلّته في الورى الغبراءُ

جدّك المصطفى الرسول إلى النا *** س جميعاً واُمّك الزهراءُ

غير أنا نريد طوع يزيد *** ليس عن أمره إلينا انثناءُ

فإذا رمت للنجاة فبايعـ *** ـه وإلاّ فوردك الأسواءُ

فلهم قال أيها القوم سحقاً *** لكمُ دون ذاك تروّى الظُّباءُ

قد أبى اللّه‏ أن يسام بذلِّ *** من له في سما العلاء العلاءُ

فأحاطت به غداة عداة *** قد طغت ما لعدّها إحصاءُ

عملت سمرهن رفعاً وتلك الـ *** ـبيض جزماً والنصب حاز اللواءُ

فترى النقع والزماجير مزناً *** ورعوداً والغيث تلك الدماءُ

والبروق الظبا تضيء بليل الـ *** ـنقع قد جلّل الظلام الضياءُ

فانثنى قائلاً لخير قبيل *** من ذوي المجد بل هُمُ النجباءُ

من يرد منكمُ الذهاب فحلٌّ *** من ذمامي فقد تدانى الفناءُ

فأجابوه أيّ عذر إذا ما *** قد تركناه إذ أحاط العداءُ

أمن العدل والرشاد عدول *** ليس إلاّ بذا الفناء فناءُ

فانثنوا للنزال آساد غيل *** غيلها الخطّ والورود الدماءُ

هم ليوث الندى غيوث هوام *** وليوم الوغى ليوث إباءُ

بيضهم في النزال حمر إذا لا اسـ *** ـودّ نقع والاُسد منهم لقاءُ

وصداء الحديد فيهم عبير *** ومسيل النجيع منهم شذاءُ

إنهم جيرة الأنيس ففي القفـ *** ـر لديهم عن كلّ اُنس غناءُ

لبسوا للقلوب فوق دلاص الـ *** ـزرد حتى رأى المنون المُناءُ

لم يكن غمد بيضهم ثَمّ إلاّ *** هام أهل الخنا وتلك الطلاءُ

ثم لمّا حمى الوطيس ودالت *** دولة الجور وادلهمّ البلاءُ

ثم ما انفك عنهُمُ الفتك حتى *** غاله مارق وحان القضاءُ

فهوى في الثرى كبدر مضيء *** خرّ من أوجِهِ فنار الثراءُ

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة