شعراء القطيف (المرهون)

img

(6) الشيخ محسن فرج  المتوفّى سنة ( 1152 )

الشيخ محسن بن فرج النجفي (القطيفي). ذكره مؤلّف (شعراء الغري) عن صاحب (الحصون المنيعة) قال: كان فاضلاً كاملاً أديباً شاعراً، ولم يسمع له شعر إلاّ في مدح أهل البيت عليهم السلام. توفّي  في النجف الأشرف في حدود سنة (1152) تقريباً، ودفن فيها. وقد جاء شعره في الكتب التي كفلت مراثي الإمام أبي عبد اللّه‏ الحسين عليه السلام، فمن قوله فيه عليه السلام:

لعمرك ما البعاد ولا الصدودُ *** يؤرّقني ولا ربع همودُ

ولم يجرِ الدموع حداء حادٍ *** ولا ذكرى ليالٍ لا تعودُ

ولكن أسبل العينين خطب *** عظيم ليس يخلقه الجديدُ

عشية بالطفوف بنو علي *** عطاشى لا يباح لها الورودُ

تذاد عن الفرات وويل قوم *** تذودهُمُ أتعلم من تذودُ

ألا ويل الفرات ولا استهلّت *** على جنبيه بارقة رَعودُ

ألم يعلم لحاه اللّه‏ أن قد *** قضى عطشاً بجانبه الشهيدُ

ألمَّ بجنبه ضيف قراه *** صوارمها وخرصان تميدُ

به غدرت بنو حرب بن عبد *** وأعظم آفة المولى العبيدُ

ألا لا قدّست سراً وبعداً *** لتابعها كما بعدت ثمودُ

فما حفظت رسول اللّه‏ فيه *** هناك وما تقادمت العهودُ

بل استامته ما لو قد أرادت *** مزيداً فيه أعوزه المزيدُ

عشية عزّ جانبه وقلّت *** توابعه وقد سفه الرشيدُ

أرادت بسطه يمنى مطيع *** وأين أبيّها مما تريدُ

ودون هوان نفس الحرّ هول *** يشيب لوقع أدناه الوليدُ

فأظلم يومهم في الطف يقْظاً *** وأصبح يومه وهُمُ رقودُ

فمن رأس بلا بدن يعلى *** وجثمان يكفنه الصعيدُ

ومن أيدٍ قد اقتطعت وكانت *** بحار ندى إذا انتجع الوفودُ

ومن رحل يباح ومن أسير *** عليل قد أضرّته القيودُ

وحاسرة يجوب بها الفيافي *** على هزل المطا وغد مريدُ

ظعائن كالإماء تذلّ حزناً *** وتستلب المقانع والبرودُ

على الدنيا العفاء وقلّ قولي *** على الدنيا العفاء وهل يفيدُ

مصاب قلّ أن يبكى دماءً *** وتلطم بالأكفّ له الخدودُ

محا صبراً ولا يمحوه إلاّ *** قيام فتى تقام به الحدودُ

إمامٌ أنبياء اللّه‏ تقفو *** لواه والملائكة الجنودُ

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة