شعراء القطيف (المرهون)

img

(4) الشيخ فرج الخطّي (المتوفّى سنة 1135)

هو العلاّمة الشيخ فرج بن محمد الخطّي المعروف بالمادح، المعاصر للعلاّمة الشيخ يوسف مؤلّف (الحدائق) وأمثالها من الكتب العلمية الهامّة. أحد علماء آل عمران، ذكره مؤلّف (أنوار البدرين) بما نصه: «ومنهم الأديب الأريب، الشاعر الصالح، الشيخ فرج المادح الخطّي. كان رحمه الله من شعراء أهل البيت عليهم السلامومادحيهم، وهاجي أعدائهم ومبغضيهم، وقد وقفت له على شعر كثير من هذا القبيل في المدح لهم عليهم السلام والهجاء لأعدائهم»[1]. انتهى ما فيه.

توفّي (رحمه اللّه‏ تعالى) في حدود سنة (1135)، تغمده اللّه‏ بالرحمة والرضوان. ومن مراثيه في الحسين عليه السلام قوله:

هلاّ شممت روائح التفّاحِ *** سحَراً بقبّة خامس الأشباحِ

ورأيت نور اللّه‏ يشرق عنده *** كالشمس تخمد نيّر المصباحِ

وبكيت مصرعه المهول بلوعة *** تغري العيون بدمعها السّفاحِ

وسهرت ليلك باكياً لمصابه *** وشكوت ذاك لفالق الإصباحِ

خطب إذا استشعرْت أيسر أمره *** عسرت علَيَ مسالك الأفراحِ

إني لأعجب عند ذكر خطيره *** لتعلّق الأبدان بالأرواحِ

آهٍ وقد فتكت بأحمدَ قومه *** بأسنّة في آله وصفاحِ

كتموا النفاق وبعد أحمد أظهروا *** إلحادهم ونفاقهم بصراحِ

ذبحوا بسيف الكفر أبناء له *** يهدون للإيمان ذبح أضاحِ

أخذوا بثأر الجاهلية منهُمُ *** أخذاً وبيلاً من قلوب شحاحِ

وعدَوا على المولى الحسين بخيلهم *** وبرَجلهم وصوارم ورماحِ

منعوه من وِرد الفرات وماؤه *** للكلب والخنزير أيّ مباحِ

فغدا يكافحهم على كرب الظما *** وهو القمين بصولة وكفاحِ

يحمي كريمات النبيّ محمد *** من قومه النُّصّاب لا النُّصّاحِ

ويرى أطائب قومه ورجاله *** صرعى كستهم سافيات رياحِ

باعوا على اللّه‏ النفوس فأحرزوا *** نيل المنى بل أعظم الأرباحِ

وتعاور النصاب مهجة سيدي *** ضرباً فتلفاها ألِيم جراحِ

فأصابه السهم المشوم بقلبه *** كنز العلوم أتى من ابن سفاحِ

وجثا لقطع وريده شمر الخنا *** فبراه وا أسفي وطول مناحيِ

أين النبي محمد وحبيبه *** يلقى المنية في يد الذبّاحِ

أين النبي ورأسه فوق القنا *** يجلو الظلام بنوره الوضّاحِ

أين النبي وخيلهم تجري على *** أعضائه في جولة وجماحِ

أين النبي عن اليدين وقطعها *** وهما محلّ كرامة وسَماحِ

أين النبي عن الثغور وقرعها *** بالخيزران وهن مثل أقاحِ

أين النبي وحول رأس حبيبه *** كأس اللعين يديره بالراحِ

أين النبي محمد وبناته *** مضروبة بيدي أشرّ قباحِ

أين النبي ونوحها في أسرهم *** يزري بكلّ مفجّع نوّاحِ

أين النبي عن الفتى السجاد في *** أغلالهم طير كسير جناحِ

أين النبي وزينب تدعو به *** في غدوة من نوحها ورواحِ

أين النبي محمد ونداؤها *** يا خير من يدعو لخير فلاحِ

يا جدّ قد ضاقت علينا أرضنا *** وتفسّحت للكفر أي فساحِ

يا جدّ قد أردى بنيك جميعهم *** قوم سلكت بهم سبيل نجاحِ

يا جدّ قد نبذوا الكتاب وراءهم *** بل أفسدوا في الأرض بعد صلاحِ

يا جدّ قد طافوا بنا أسواقهم *** بعد الخدور بطيبة وبطاحِ

يا جدّ لم يربع بنا في أسرهم *** مغدى ولم يرفق بنا بمراحِ

ياجدّنا قد مزّقوا أجسادنا *** في أسرهم بمفتّل وسلاحِ

يا جدّنا مذ غبت عنا لم نجد *** في الدهر غير معاند أو لاحِ

تعِسوا وأبواب الجنان تغلّقت *** عنهم وقد يئسوا من الفتّاحِ

فعليهُمُ اللعن الطويل بأنهم *** عقدوا عقائدهم بقول سجاحِ

_________________

[1] أنوار البدرين 2 : 80 / 5.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة