شعراء القطيف (المرهون)

img

(1) أحمد بن منصور المتوفّى سنة ( 480 ) هـ

هو الأديب الشاعر أحمد بن منصور بن علي القطّان القطيفي البغدادي. ترحّل من بلاده القطيف إلى بغداد وسكن بها، ومدح اُمراءها كما مدح ورثى أهل البيت عليهم السلام. ومازال في بغداد مقيماً حتى مات بها ودفن في مقابر قريش. وجاء عنه في التاريخ ما نصه: «وكان القطيفي المذكور من الرافضة، لكنه تستر بالتقية، ثم خرق ذلك الستر المسدول بقوله: « عنه لا أحول » كما في قصيدته»[1].

أقول: الظروف القاسية قد يضطر الإنسان فيها إلى ارتكاب ما لا يعتقده حفظاً لنفسه وناموسه ودينه، فيبقى على ذلك سنين كالمترجم، فقد يموت على ذلك، وقد يبوح قبله. وعلى كل فهو مأجور. وفي التاريخ على ذلك من الشواهد كثير وكثير قديماً وحديثاً، والمتتبع يجد ذلك جليّاً واضحاً.

توفّي أول شاعر من (شعراء القطيف) في حدود سنة (480) كما عن الطليعة للسماوي، و(أعيان الشيعة)[2] للأميني رحمه الله. ومن شعر القطّان المذكور قوله من قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام:

يا أيها المنزل المحيلُ *** غاثك مثعنجر هطولُ

أودى عليك الزمان لمّا *** شجاك من أهلك الرحيلُ

لا تغترر بالزمان واعلم *** أن يد الدهر تستطيلُ

فإن آجالنا قصار *** وفيه آمالنا تطولُ

تفنى الليالي وليس يفنى *** شوقي ولا حسرتي تزولُ

لا صاحب منصف فأسلو *** به ولا حافظ وصولُ

يا قوم ما بالنا جفينا *** فلا كتاب ولا رسولُ

لو وجدوا بعض ما وجدنا *** لكاتبونا ولم يحولوا

يا قاتلي بالصدود رفقاً *** بمهجة شفّها غليلُ

قلبي قريح به كلُومٌ *** أفتنه طرفك الكحيلُ

أنحل جسمي هواك حتى *** كأنه خصرك النحيلُ

غصن من البان حيث مالت *** ريح الخزامى به يميلُ

يسطو علينا بغنج لحظ *** كأنه مرهف صقيلُ

كما سطت بالحسين قوم *** أراذل ما لها اُصولُ

يا أهل كوفان لِمْ غدرتم *** به وأنتم له نكولُ

أنتم كتبتم إليه كتباً *** وفي طويّاتها ذحولُ

قتلتموه بها فريداً *** يا بأبي المفرد القتيلُ

ما عذركم في غد إذا ما *** قامت لدى جده الذحولُ

أنا ابن منصور لي لسان *** على ذوي الشر يستطيلُ

ما الرفضُ ديني ولا اعتقادي *** لكنني عنه لا أحولُ

______________________

[1] الآتية، والتي يختتمها بقوله:

ما الرفض ديني ولا اعتقادي *** لكنني عنه لا أحولُ
انظر أعيان الشيعة 3 : 178 ـ 179.

[2] المصدر نفسه.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة