بحث حول الحكمة من المكروهات
1) ما هي الحكمة من بعض المكروهات؟
2) هل يكره للمتوضئ التمندل بعد الوضوء؟
هناك بعض الحكم التي صرحت بها الروايات الواردة عن المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين حول بعض المكروهات ومن ذلك ما يلي:
أ) مكروه لأنه يورث مرضا للإنسان: كقول الفقهاء في رسائلهم العملية:
يكره الوضوء بالماء المسخن بالشمس بل مطلق الغسل به بل مطلق الاستعمال له(1)
وهناك بعض الروايات بينت وجه الحكمة في كراهة الوضوء أو الغسل بالماء المسخن بالشمس كما في كتاب علل الشرائع للشيخ الصدوق _ قدس الله نفسه الزكية _ باب 194 في موثقة السكوني عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الماء الذي تسخنه الشمس لا تتوضؤوا به ولا تغتسلوا به ولا تعجنوا به فإنه يورث البرص(2)
ب) مكروه لأنه يسبب النسيان للإنسان: كما ورد في مكارم الأخلاق:
يكره أكل التفاح الحامض(3)
وهناك بعض الروايات بينت وجه الحكمة من كراهة أكل التفاح الحامض كما في كتاب طب النبي حيث روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
عشر خصال تورث النسيان: أكل الجبن ، وقراءة لوح المقابر ، وأكل التفاح الحامض….الخ(4)
ج) مكروه لأنه سوء العلاقة بين الزوجين: كقول الفقهاء في رسائلهم العملية:
يكره إيقاع العقد والقمر في برج العقرب(5)
وبعض الروايات بينت وجه الحكمة من كراهة العقد والقمر في برج العقرب كما روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال:
من تزوج امرأة والقمر في العقرب لم ير الحسنى(6)
د) مكروه لأنه لأنه يسبب قلة الثواب: وذلك في العبادات كما ورد في الرسائل العملية:
يكره في الصلاة الالتفات بالوجه قليلا وبالعين والعبث باليد واللحية والرأس والأصابع …..الخ(7)
ومعنى الكراهة فيما ذكرناه أعلاه هو قلة الثواب.
وأما حكم التمندل بعد الوضوء فقد اختلف الفقهاء في تلك المسألة ومن الأقوال المطروحة ما يلي:
أ) السيد السيستاني: ذكر صاحب العروة السيد محمد كاظم اليزدي قدس الله نفسه الزكية في العروة الوثقى:
يكره التمندل بل مطلق مسح البلل
والسيد السيستاني _ دام ظله _ لم يعلق على فتوى صاحب العروة قدس سره.(8)
ب) السيد محمد سعيد الحكيم: استدل عليه بخبر محمد بن حمران عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام:
من توضأ وتمندل كتبت له حسنة
قال السيد الحكيم دام ظله:
لكنه لا يدل على كراهته بل أفضلية تركه.(9)
ج) الشيخ التبريزي: يكره التمندل بل مطلق مسح البلل عن أعضاء الوضوء ومعنى الكراهة هنا هو أفضلية ترك التمندل الموجب لفصيلة الوضوء.(10)
د) الشيخ الوحيد: لا يكره التمندل.(11)
ه) الشيخ الفياض: لا بأس بالتمندل.(12)
و) الشيخ بشير النجفي: روي كراهة التمندل ولكن لم يثبت عندنا.(13)
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
المصادر لجميع ما ذكرناه أعلا كما يلي:
(1) (( منهاج الصالحين للسيد محمد سعيد الحكيم ج1 مسألة 168 ص62 ))
(2) (( كتاب علل الشرائع للشيخ الصدوق باب 194 ))
(3) (( كتاب مكارم الأخلاق صفحة 173))
(4) (( كتاب طب النبي صلى الله عليه وآله ص25))
(5) (( منهاج الصالحين للسيد السيستاني المعاملات ج3 مسألة 3 ))
(6) (( كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي حديث 25173 ))
(7) (( منهاج الصالحين للسيد السيستاني ج1 مسألة 699 ص222))
(8) (( العروة الوثقى للسيد اليزدي تعليقة السيد علي السيستاني))
(9) (( كتاب مصباح المنهاج للسيد الحكيم ج3 ))
(10) (( كتاب صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات ج10 مسألة 14))
(11) (( استفتاء خاص عن طريق مكتب الشيخ الوحيد في قم المقدسة))
(12) (( موقع آية الله العظمى الشيخ الفياض دام ظله))
(13) (( استفتاء خاص عن طريق مكتب الشيخ بشير في النجف الأشرف))
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله
كتب هذه المسألة/ حسين آل إسماعيل