فاطمة الزهراء (ع) في آيات القرآن

img

هناك جملة من الآيات القرآنية الشريفة تصف سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها بعدة أوصاف ومن تلك الآيات ما يلي:

1) عبر عنها ألقرآن بالحبة: وذلك في قوله تبارك وتعالى في سورة البقرة آية 261:
((مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم))
روي في تفسير نور الثقلين ج1 ص282 عن المفضل بن محمد الجعفي قال:
((سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل) فقال عليه السلام: الحبة فاطمة عليها السلام والسبع السنابل سبعة من ولدها سابعهم قائمهم))

سؤال/ ما الوجه في التعبير عنها بالحبة؟

احتمل بعض اهل التحقيق وجه التعبير عنها بالحبة كما في كتاب القطرة للسيد أحمد المستنبط  ص158 قال:
((سر التعبير عنها بالحبة يحتمل وجهين:  الأول: إما كناية عن أنها هي المقصود أولا وبالذات وإما ان تكون مجرى هذه الأمانات الإلهية ومظاهر التوحيد الحقيقي صلوات الله عليها ووجه التشبيه أن من لم يكن من الزراع عنده حبة فأصل النظر عنه دائما إلى الحبة فقط وإلا فالنتيجة منها غير حاصلةوكذلك وجودالزهراء هي المصدر والأصل لهذه الأنوار الإلهية. الثاني: أن الزراعة أصلا وحقيقة هي الحبة مع إضافات أخريات عملت فيها فتصور بصورة أخرى وإنما الفرق بينهما الإجمال والتفصيل وإلا هي هي مادة وأصلا فعلى هذا تكون الأنوار المقدسة هي المتشعبة والمشتقة من هذه الحبة الإلهية))

2) عبر عنها القرآن بالمشكاة: وذلك في قوله تبارك وتعالى في سورة النور آية 35:
((الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاحة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يك زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم))
روى ابن المغازلي في كتاب المناقب ص317 عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن هذه الآية المباركة فقال:
((كمشكاة فيها مصباح قال: المشكاة فاطمة عليها السلام والمصباح الحسن عليه السلام والزجاجة الحسين عليه السلام . كأنها كوكب دري: قال: كانت فاطمة عليها السلام كوكبا دريا من نساء العالمين. يوقد من شجرة مباركة: الشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام . لا شرقية ولا غربية: لا يهودية ولا نصرانية . يكاد زيتها يضيء: يكاد العلم أن ينطق منها . ولو لم تمسسه نار نور على نور. قال:  فيها إمام بعد إمام . يهدي الله لنوره من يشاء. قال: يهدي الله لولايتنا من يشاء))

3) عبر عنها القرآن بالصابرة: وذلك في قوله تبارك وتعالى في سورة المؤمنون آية 11:
((إني جزيتهم اليوم بما صبروا إنهم هم الفائزون))
روي في كتاب الأسرار الفاطمية عن عبد الله بن مسعود قال:
((يعني جزيتهم بالجنة اليوم بصبر علي وفاطمة والحسن والحسين في الدنيا على الطاعات وعلى الجوع ، وبما صبروا على المعاصي ، وصبروا على البلاء لله في الدنيا إنهم هم الفائزون الناجون من الحساب))

4) عبر عنها القرآن بالذرية: وذلك في قوله تبارك وتعالى في سورة الفرقان آية 74:
((الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما))
روي في كتاب شواهد التنزيل ج1 ص416 عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
((يا جبرئيل من أزواجنا؟ قال: خديجة قلت: ومن ذرياتنا؟ قال: فاطمة قلت: ومن قرة أعين؟ قال: الحسن والحسين قلت: ومن المقصود اجعلنا للمتقين إماما؟ قال: علي بن أبي طالب))
فائدة/ قرت عينه بمعنى سرت ولذلك يقول جل وعلا:
((كي تقر عينها ولا تحزن))
ويقال لمن تسر به قرة عين كما في قوله تعالى:
((قرة عين لي ولك))
واختلفوا في أصل كلمة (قرة عين) على ثلاثة أقوال هي ما يلي:
القول الأول/ أن أصله من (القر) أي البرد فعندما يقال:(قرت عينه) أي بردت وصحت.
القول الثاني/ قيل لأن للسرور دمعة باردة قارة وللحزن دمعة حارة ولذلك يقال فيمن يدعى عليه: (أسخن الله عينه).
القول الثالث/ قيل هو من القرار والمعنى أعطاه الله ما يسكن به عينه فلا تطمح إلى غيره.

5) عبر عنها القرآن بالوسيلة: وذلك في قوله تبارك وتعالى في سورة الإسراء آية 57:
((أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا))
روي في كتاب شواهد التنزيل ج1 ص324 عن عكرمة قال:
((هم النبي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين))
فائدتان/ وهما على النحو التالي:
الفائدة الأولى: معنى الوسيلة كما بينه السيد الطباطبائي قدس سره في الميزان:
((هي عبارة عن التوصل والتقرب وربما استعملت على ما به التوصل والتقرب ولعله هو الأنسب بالسياق بالنظر إلى تعقيبه بقوله: ((أيهم أقرب))
الفائدة الثانية: إعراب مفردات الآية المباركة وذلك كما يلي:
أولئك: مبتدأ . الذين: صفة له . يدعون: صلته وضميره عائد للمشركين . يبتغون: خبر للمبتدأ .

6) عبر عنها أنها من الكلمات: وذلك في قول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة آية 375:
((فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم))
روي في كتاب الدر المنثور ج1 ص147 قال:
((أخرج ابن النجار عن ابن عباس قال: سألت رسول الله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه))
فائدتان/ وهما على النحو التالي:
الفائدة الأولى: التلقي هو عبارة عن التلقين وهو أخذ الكلام مع فهم وفقه وهذا التلقي كان كان هو الطريق الذي سهل لآدم توبته.
الفائدة الثانية: إن التوبة توبتان وهما ما يلي:
أ) توبة من الله للعبد: وهي عبارة عن الرجوع إلى العبد بالرحمة فإن العبد لا يستغني عن ربه في حال من الأحوال فرجوع العبد عن المعصية إلى الله يحتاج إلى توفيقه وإعانته ورحمته حتى تتحقق منه التوبة ثم تمس الحاجة إلى قبوله ويدل على هذه التوبة قوله تعالى في سورة التوبة آية 119:
((ثم تاب عليهم ليتوبوا))
ب) توبة من العبد إلى الله: وهي رجوع العبد إلى الله بالاستغفار والانقلاع عن المعصية.

وصلى الله على سيدنا محمد وآل محمد
كتب هذا البحث/ حسين آل إسماعيل

الكاتب حسين آل إسماعيل

حسين آل إسماعيل

مواضيع متعلقة